مافيا زراعة “الدلاح” تستنزف الفرشة المائية بطاطا

يحتفل العالم في 22 مارس من كل سنة باليوم العالمي للماء، كما اختارت الأمم المتحدة أن تخلد هذا اليوم تحت شعار “لا تترك أحدا يتخلف عن الركب”.

وعلاقة بالموضوع كشفت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان ف بلاغ لها على أن  الفئات الفقيرة والمهمشة، من النساء، والأطفال، في أحياء الصفيح، والمداشر النائية، والمناطق الصحراوية في المغرب، تعاني الإهمال، وأحيانا يواجهون التمييز عندما يسعون إلى الحصول على ما يحتاجون من المياه المأمونة، والمدارة جيدا.

وأضاف البلاغ على أن الاحصائيات الرسمية تنبني على معايير خاطئة، وبالتالي، فإن نتائج تمكين المغاربة من الماء الصالح للشرب بعيدة عن الدقة، والموضوعية، والعلمية، لأن وضع المؤسسات المغربية، المعنية بتمكين المغاربة من حقهم في الماء، سقاية واحدة لمئات العائلات، لا يمكنهم من حقهم في الماء الصالح للشرب، كما أن العديد من المدارس في العالم القروي لا تتوفر على خدمات الماء والتطهير؛ مقابل أرباح خيالية حققتها الشركات الأجنبية، التي تحتكر خدمات الماء في المغرب، حيث إن استمرار غلاء أسعار الماء، وكذا خدمات التوصيل ضرب من ضروب انتهاك الحق في الماء، وترسيخ لمفهوم تسليعه.

كما حملت الرابطة المسؤولية للحكومة عن غياب سياسة مائية وطنية بتعدد المتداخلين في هذا المجال، وغياب مخطط وطني حول الماء.

هذا وتعاني مدينة طاطا وضواحيها من أزمة تراجع الفرشة المائية، في الوقت الذي تستنزف فيه هذه الثروة  من طرف مستثمرين في زراعة البطيخ الأحمر الشيء الذي يسفر عنه خلل في التوازن البيئي الواحاتي.

وبسبب انتشار زراعة البطيخ الأحمر  سجلت منطقة طاطا والنواحي انخفاضا خطيرا على مستوى منسوب المياه في الفرشة المائية، الشيء الذي أسفر عنه جفاف العديد من العيون والآبار بهذه المناطق، أثر سلبا على المزروعات المعيشية والنخيل التي يعتمد عليها ساكنة المنطقة خاصة بعد تعاقب سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية .

وأثر سقي البطيخ الأحمر على الفرشة المائية للمنطقة الشيء الذي أدى إلى موت واحتضار العديد من واحات النخيل خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة التي انتشرت فيها هذه الزراعة الدخيلة على المنطقة.

وفي تصريح للمصدر ميديا كشف مبارك اوتشرافت رئيس منتدى أفوس لحقوق الانسان على أن زراعة البطيخ الأحمر تتنامت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بطاطا بسبب شراء مافيات الأراضي للأراضي بأبخس الأثمان، الشيء الذي يجعل الظروف مساعدة لإستثمار هذه الفاكهة خاصة وأن طقس المنطقة يتعبر ملائما لهذه الأخيرة.
وأضاف مبارك اوتشرافت  على أن زراعة البطيخ الأحمر تستدعي كميات كبيرة من المياه الشيء الذي يؤثر على الفرشة المائية ويستنزفها بشكل كبير مما يجعل شبح الجفاف يهدد أهالي المنطقة، كما أن الواحات تعرف تراجعا ملحوظا بسبب تقلص كمية الماء تحت الأرض .
ويضيف  رئيس منتدى أفوس لحقوق الانسان على أن المستثمرين في فاكهة البطيخ الأحمر يفضلون الأراضي المتواجدة بمدينة طاطا لأن المناخ السائد بها يساعد على نضوج الفاكهة قبل أوانها .
وكشف  مبارك على أن الساكنة لا تمانع في الاستثمار في المنطقة إلا أنه وجب الاستثمار في الزراعات التي لا تستنزف الفرشة المائية بشكل كبير.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد