ماذا لو؟

المصدر ميديا : نعيمة الداودي

ماذا لو استمر نفس النهج الديمقراطي الذي عرفناه مع بداية العهد الجديد..وابهج الجميع.

ماذا لو اسمرينا في عملية الانفتاح على كل مكونات المجتمع المغربي وتياراته بكل اختلافاتها وتنوعاتها .

ماذا لو دعمنا الاحزاب حتى تصير أكثر ديمقراطية وتنتصر للعمل الميداني الجاد وللمناضل لديها .ولم ندجنها وفرضنا عليها وجوها غريبة
عنها لتتحمل المسؤولية باسمها.

ماذا لو آمنا بضرورة تواجد معارضة قوية إلى جانب أغلبية منسجمة….وبحتمية التناوب الحقيقي

ماذا لو جعلنا النقابات قوية وومدناها بكل مايمكنها من أن تستمر في توجيه العمل النقابي بما يليق وابجديات هذا العمل.

ماذا لو كنا حقا نؤمن بضرورة إصلاح منظومة التعليم عبر تقوية التعليم العمومي وجعله قاطرة للتربية الأساسية وللتقدم الفعلي …وجعلنا التعليم الخصوصي تابعا له. …بدل أن يكون هو البديل

ماذا لو غرسنا حب الوطن في نفوس اطفالنا منذ نعومة اظافرهم عبر تربيتهم على تحية صباحية للعلم في كل مدرسة وفي مكان للتعليم
والتدريس

ماذا لو كان المواطن عندما يمرض يجد المستشفى التي تأويه وتعالجه.

ماذا لو اشتغل الطبيب الذي كونه الوطن بكل ضمير..وقدم للقطاع العمومي كل جهده بدل نقل ذلك الجهد للقطاع الخاص مساهما بذلك
في تعميق أزمة الصحة بالبلاد.

ماذا لو منح رجل التعليم الوقت والجهد لتعليم سليم لأبناء الوطن.

ماذا لو وجد المواطن البسيط الإدارة التي تخدمه وليس الإدارة التي يخدمها هو.

ماذا لو وجد بسطاء وطني القضاء الذي يحميهم من بطش الطغاة

ماذا لو كانت فرص الشغل متساوية بين كل ابناء الوطن

ماذا لو كان لكل مغربي نصيب في ثروات بلاده

ماذا لو اعتقل المتسبب الحقيقي في مقتل محسن فكري

ماذا لو استمر الحوار مع أبناء الريف رغم بعض الانحرافات …دون

ماذا لو استمر الحوار مع أبناء الريف رغم بعض الانحرافات …دون اعتقالات إلا من مس علانية بتوابث الأمة..

ماذا لو لم نخلق من جديد معتقلي الرأي بعد أن كنا قد طوينا هذه الصفحة واعتقدنا مخطئين أنها لن تعود..

ماذا لو حاسبنا كل غني أو من اغتنى بتفعيل قانون:من أين لك هذا؟

ماذا لو نظرنا إلى المغرب المنسي ووفرنا له على الأقل أساسيات العيش الكريم..

ماذا لو اهتممنا بالفلاح الصغير ( بدل كبار الفلاحين )عبر اعطاءه الأولوية في الحصول على الدعم المادي والمعنوي وفككنا عزلته عبر
ممرات طرقية تساعده في التنقل وإيصال منتوجه وانتاجه..

ماذا لو تمت متابعة كل متملص من أداء ضرائبه للدولة بدل مجازاته بتولي مناصب عليا .

ماذا لو اهتممنا حقيقة بما يقع في جرادة واخنيفرة وورزازات وزاكورة..و.. و..و.

ماذا لو تركنا الديمقراطية تأخذ مجراها خصوصا واننا حديثي العهد بها، ولم نرهن مستقبل الوطن لأكثر من ستة أشهر في إنتظار تشكيل
حكومة ضمن شروط معينة ليس للاقتراع كلمة فيها.

ماذا لو لم نساهم في خلق فراعنة جدد يعتقدون ان الكون يدور بسببهم….لذلك فنحن لم نخلق إلا لخدمتهم ويكفينا أنهم يعطفونا علينا
بذلك الفتات الذي يقدمونه لنا نهاية كل شهر ك”مستخدمين” لديهم.

ماذا لو لم نساهم في ترسيخ الجهل عبر بعض التفاهة التي تقدمها قنواتنا سامحها .

ماذا لو عملنا بكل جهد في سبيل خلق صحافة نزيهة ،مواطنة، موضوعية قادرة على خلق رأي عام واع ومساهم في خلق حوار فاعل
وبناء

ماذا لو ساهمنا في خلق تعددية حقيقية بدل تعددية عددية

ماذا لو لم نساهم في خلق متملقين جدد ولاعقي الأحذية والذين لا يهمهم أي شيء باستثناء أمورهم الخاصة..والتسلق فوق ظهور البسطاء.
ماذا لو لم نكن أداة طيعة في ايدي المستعمرين الجدد عبر تنفيذ رغباتهم دون نقاش أو تحاور .

ماذا لو ربينا جيلا يفهم ويعلم ما هي واجباته كما يفهم في حقوق

ماذا لو ربينا جيلا يفهم ويعلم ما هي واجباته كما يفهم في حقوقه ويعلمها.

ماذا لو علمنا أجيالنا بأن كبيرنا يبقى كبيرنا…وواجبنا نحوه هو التوقير والاحترام.

ماذا لو حببنا كل مواطنينا في تاريخهم وامجاده…حتى يعوا جيدا بأن الملكية هي الضامن الأساسي والوحيد في هذه المحطة التاريخية التي
نعيشها لمغرب مستقر وآمن.

ماذا لو لم تتخلى الأسرة عن دورها التربوي… والمدرسة عن دورها التكويني والتثقيفي.

ماذا لو لم تتخلى النخبة الثقافية عن دورها التنظيري بدل تهميش بعضها..وجري بعضها الآخر وراء اكراميات وجوائز البترودولار.

ماذا لو كانت الأسبقية في كل شيء لمصلحة الوطن والمواطن.

ماذا لو كانت السيادة للحق والقانون ولا أحد فوقهما.

ماذا لو…وماذا لو…وماذا لو….

….هل كنا سنجد أنفسنا أمام هذا الباب الذي يكاد أن يغلق في وجوهنا ليتركنا في مواجهة المجهول. …ووجدنا صبية يتجرؤون على حرق
العلم رمز الإنتماء علانية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد