ماء العينين: الخاسر الأكبر من إلغاء اتفاق الصيد البحري مع المغرب هو الاتحاد الأوروبي ومصداقيته في احترام الاتفاقيات الدولية
أكد محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، “أن قرار المحكمة الأوروبية الذي صدر اليوم الأربعاء، والقاضي بإلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع المغرب بسبب شمولها سواحل الصحراء المغربية و المنتجات ذات المنشأ منها يجب أن يوضع في إطاره العام و سياقه التاريخي لكي لا يتم تضخيمه”.
وقال ماء العينين في تصريح لـ “المصدر ميديا” أنه “من المعروف أن هناك معركة قانونية تخاض في هذا الجانب وأن الأطراف المعنية هي المغرب ودول الاتحاد الأوروبي من جهة والانفصاليون وداعموهم من جهة أخرى”.
وأضاف نائب رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات أن “الخاسر الأكبر اليوم هو الاتحاد الاوروبي ومصداقيته في تثبيت و احترام الاتفاقيات الدولية التي يوقعها مع باقي دول العالم”، مشيرا في الآن ذاته إلى “أن المعركة السابقة قبل خمس سنوات كانت فرنسا وإسبانيا هي التي تقدمت للواجهة للدفاع عن الاتفاقية”.
وأبرز نفس المتحدث أن “اليوم الأوضاع تغيرت استراتيجيا حيث أن صيادي إسبانيا لن يقبلوا أن يتم حرمانهم من الصيد في الشواطئ المغربية الجنوبية وخصوصا في ظل الأزمة كما أن المغرب و كما فعل سنة 2016 فلن يقبل بأن تستثني الاتفاقية أراضيه الجنوبية كما يعني بأن الاتفاق سوف يتم تعليقه مما سيشكل ضغطا كبيرا يدعم الموقف المغربي في مرحلة الاستئناف.و في المرحلة الانتقالية التي سمحت بها المحكمة لتفادي كما جاء في حيثيات حكمها الاثار السلبية التي قد تنجم عن ذلك”.
وأوضح محمد الغيث ماء العينين أن “هناك أمر إيجابي يجب التوقف عنده هو تأكيد المحكمة أن جبهة البوليساريو. ممثل. لساكنة الصحراء أي أنه مجرد ممثل لهذه الساكنة ضمن ممثلين آخرين أهمهم المنتخبون الذي تم التصويت عليهم في الانتخابات مؤخرا، و بعد أن كانت الجبهة الانفصالية لاتقبل إلا بأن تكون ‘الممثل الشرعي و الوحيد ‘ أصبحت تفتخر و تسوق لحكم يلغي عنها هذه الصفة”.
وأردف الخبير في الشؤون الدبلوماسية أن المغرب “يجب أن لا يفتح جبهة مع أوروبا قد تستفيد منها الجزائر، ويجب أن يدفع المغرب الدول الاوروبية المتضررة من هذا القرار بأن تتصدر لمواجته وـن تفهم أنه بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحراءه و بعد خروج بريطانيا من الاتحاد فإن وزن أوروبا أصبح أقل وأصبح من الممكن ولو جزئيا تعويضها بشركاء آخرين”، واستطرد قائلا: “الرزانة و الحكمة مطلوبان من الخارجية المغربية”.