لو كان الخوخ يداوي

رغم مافي المثل من ظلم للخوخ وفوائده الكثيرة الا انه فاكهة تفسد بسرعة مما جعل منه مثالا حيا لعدم انتظار المنفعة ممن لايستطيع لنفسه نفعا.

وهو أمر ينطبق على “شوافة سلا” التي لم يخبرها فنجانها بأنها ستصبح بين ليلة وضحاها مادة اعلامية دسمة وهي التي تستقطب الناس من كل حذب وصوب وتحج اليها النساء صباحا ومساء، نساء يبحثن عن الحلم المتمثل في الزواج أو السيطرة على الزوج أو الشغل او الشفاء من المرض الى غير ذلك من الأحلام الأخرى التي يأتين راغبات في تحقيقها على يد امرأة عرفت من اين تؤكل الكتف وتدرك جيدا انها تسيطر على نساء اخذ منهن اليأس مأخذه.

مايهمنا في مناقشة هذا الموضوع اليوم ليس هو “الشوافة” فهذا امر اتفق على نبذه الجميع دينيا واجتماعيا، ويدل على اننا مجتمعا لازال يعاني من سيطرة الشعوذة بكل اشكلها، مجتمع يبحث عن حل لمشاكله بأي طريقة كانت، ولكن يدل ايضا على اليأس الكبير وحالة الإحباط التي تعيشها نساء هذا الوطن، احباط يجعلهن يبحثن عن طوق نجاة يخرجهن من حالة الخوف والعنف التي يعشن داخلها، اقول مايهمنا هنا هو الفيديو الذي تم انتشاره كالنار في الهشيم، من حق اي انسان ان يفضح بعض السلوكات التي تساهم في تخريب المجتمع خصوصا من منها يستغل سذاجة الناس وتعلقهم بالأمل كيفما كانت الطريقة، ولكن ليس من حق أحد فضح الناس بهذه الطريقة واظهار وجوه النساء بتلك الطريقة المستفزة والتي نتج عنها نتائج جد سلبية عليهن وعلى أسرهن وخصوصا من منهن لديها أطفال.

نساء منهن من جاءت تحمل معها مرضا أو حياة مرة تذرف فيها الدموع يوميا ومنهن، من ظنت انها وجدت طوق النجاة ممثلا في امرأة تبيع الوهم للجميع، لايختلف اثنان على ان فيهن من جاءت أيضا طالبة السحر لخراب البيوت أو فك ترابط أسرة ما، ولكن يبقى الحرص على اظهار صورة النساء -المذنبات بالتأكيد- امر غير اخلاقي وغير انساني، لأنه دمر عائلات بأكملها وأساء اليها أكثر من إساءته للمرأة نفسها التي ارتكبت الجرم.

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سيفا ذا حدين، واختلط على الكثيرين معنى حرية التعبير، وهو امر يوقعنا في الأخطاء الكثيرة التي ينتج عنها اضرار نفسية واجتماعية خطيرة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد