كَ وحدكَ هذا النشيجُ ..النشيدْ

مهداة إلى الشاعر الكبير والإنسان الأكبر عبد الله العريمي ..

إلى عبدالله العريمي

اتفقّنا…
كأنّا أتينا إلى بَصرة الشعر من منبع
مُفردٍ وفريدْ
اتفقّنا ..
وقلنا نموت على الحبّ
إذ ديننا الحبُّ دون عهودْ

istiqlal

اتفقنا… على أنّنا بشرٌ
نتجلّى
لنغنمَ من كلّ شيء
ونلتذّ من كلّ شيء
إلى أن نَبيدْ
وضحكنا على حالنا
حين قال لنا شاعر ثالث
ما الخلودُ إذنْ ما الخلودْ؟؟؟
فانبريْتُ أنا :
” كذبةٌ من أكاذيب هذا الوجودْ
لعبةٌ يتسلّى بها الذاهبون إلى الموت
كيْ لا أقول المزيدْ ”

وتَزعمتَ أنتَ الحديث وقلتَ :
” أنا خالد في القصيدْ
غير أنّي أحبّ الحياة وأفعل في عشقها ما أريدْ
أسْرتي قِبلتي
وصلاتي بلادي
وأرضي مساحةُ عمري وقبري
وأمّا شياطين شعري
فديْدنُهم كيفَ أسحرُ
كيف أكونُ وأبقى الجديدْ ”

اتفقّنا.. إذنْ
اتفقّنا.. الخلودْ
الخلودُ الوصولُ إلى ذروة الشعرِ …
في قمّة اليأس..
من كلّ هذا الوجودْ
لحظةُ السكر..
حين تَشفُّ كبلوْرِ كأسي
وتمتدّ.. تمتدّ… دون حدودْ
الخلودُ إذنْ
فرحٌ غامر باحتضان أعزّ وأبهى وليدْ
قبلةٌ ذبتَ فيها
وكادتْ تشي بكَ
خبأتَها في أقاصي قصيدْ
قطةٌ ذهبتْ بأنوثتها
أبدا لن تعودْ
فرصةٌ لم تمرّ بها زاهدا
وغرفتَ..غرفتَ…
وكانتْ تزيدُ
إذا قلتَ هلْ من مزيدْ
نشوةُ الانتصار على كلّ شيء يعيقكَ
إن كان صاحبَ نفسهِ
أو كان داءً عنيدْ
الخلودُ إذنْ
أن نوسّعَ في الأرض…
كي تسعَ العاشقين
وحتّى تظلّ الحياة
مقايضة بين أحلى بنفسجة وأرقّ مريدْ

بهتةُ العشق حين نَرى وجهها المصطفى…
……………………….

تعجزُ الأبجديةُ عن وصفهِ
فهو غيبُ القصيدْ
اتفقّنا على كلّ شيء
كأنْ لم نغبْ لسنين من العبء والحلم عن بعضنا
وكأنْ قد جمعنا الحنين إلى حِلفنا
في عروق الكلام النضيدْ
أو لعلّهُ..مُدّخَرٌ في رُفوفِ البريدْ
اتفقّنا على كلّ حُبّ ورفضٍ وشعرٍ… إذنْ
وافترقْنا على أملٍ في لقاء جديدْ
غير أنّي تمنّيتُ لو طالَ…ذاك العناق المقدسُ
كنتُ أريد المزيدَ المزيدْ
كنت أرغبُ في فهمِ بعض هواجس عقلي
وبعضِ الأمور العويصةِ .. منها :
أتُونسُ……….؟؟؟
هذا الغبارُ البليدْ ؟؟؟
أبلادي التي غيّرتْ اسْمها بقطيعِ العبيدْ؟؟؟
أبلادي ..ارتدَتْ جبةً للدراويش .. واستسلمتْ للقيودْ ؟؟؟
هلْ سأَحْيى لأبكيَ من فرحي
يوم ينزاحُ عن وجهها الطَلْقِ
كلّ لئيم جَحُودْ ؟؟؟
أوَتنصتُ مثلي لهذا البكاء الشديدْ ؟؟؟
أوَتسمعُ هذا العويل البعيدْ ؟؟؟
……………………………….
…………..
ما احتفائي بهذا النشيج النشيدْ
واحتفالي بذاتك إلاّ
لأختلس الوقتَ منكَ
وأبقيكَ في لغتي… فهي روحي
وأسأل مرتجفا مثل طفل شريدْ
هل سننْسى فلسطينَ …
بعد ارتقاء القنابل والذعر والدم والشهداء إلى الله
ثم نُغنّي ونَرقصُ
مبتهجينَ بعودتنا سالمينَ من الحربِ
بعد انتهاء الصمودْ

سالمينَ كجيش الثكالى… الأرامل
مثل حشود اليتامى…
ومنتفخينَ ككلّ الجنودْ

اتفقّنا… بدون كلام
ولا غيضِ ثرثرةٍ
أو عقودْ

وكأنّا نزلنا من الغيب من رَحِمٍ واحد
كي تقول قصائدنا ما نُريدْ

الشاعر محمد هادي الجزيري

istiqlal
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد