كيف تجعل من هوايتك مهنتك؟…تجربة المدونة الرحالة زينب بوجرادة

المصدر ميديا : سوسن بوتارتة

قد يكون السفر بالنسبة للعديد من الناس ملجأ للتخلص من ضغوط العمل، وقد يكون هربا من حادثة حزينة، أو بحثا عن المتعة والترفيه، أما بالنسبة لزينب بوجرادة هو شغف وهواية تحاول جاهدة أن تجعل منها مهنة، طبقا لمقولة ” السعيد هو من كانت مهنته هوايته”.

من هي زينب بوجرادة؟

زينب بوجرادة، مدونة سفر مغربية، تمردت على فطرة الاستقرار لدى الإنسان وجعلت من العيش رحالة، أكبر أحلامها. تسافر، تكتب تجاربها وتشاركها مع متتبعيها على صفحتها على الفايسبوك”Travel with Zineb سافر مع زينب”والتي تضم حوالي الثلاثين ألف متابع، والتي حصلت على أزيد من 4 نجمات حسب تقييم المتتبعين.

تدوينات الرحالة الشابة على مواقع التواصل الاجتماعي تكون في أغلب الأحيان بالدارجة المغربية مرفوقة بترجمة انجليزية، وتدور معظم مواضيعها حول تجاربها الشخصية، قبل السفر، وأثناء السفر، عن طرق تمويل سفرها من عملها على الانترنت، وعن أجمل اللحظات وأسوئها. نفس المواضيع تطرحها زينب على موقعها www.travelwithzineb.com إلا أنها تفضل أن تنشر باللغة الانجليزية، وتقول عن هذا الاختيار “استعمل الانجليزية للكتابة على موقعي، بحكم العادة، فبسبب دراستي باللغة الانجليزية اكتسبت قدرات لغوية جعلت كتابتي بها أكثر سلاسة وتعبيرا، بالإضافة إلى أنها تجعلني دائما على علم بأخر المستجدات، زيادة على هذا اخترتها لكي أصل لأكبر عدد من القراء، فهي لغة العولمة”.

لا يمكن أن يختلف اثنان عن كون زينب شابة مجتهدة، فهي حاصلة على الماجستير في العلاقات الدولية من كلية الحكامة، وتتابع دراستها الآن في سلك الماجستير بايطاليا بفضل فوزها بمنحة دراسية ممولة من طرف المفوضية الأوروبية، المخصصة للطلبة المتفوقين من المغرب العربي التابع لبرنامج (إراسموس موندوس).

محامية حقوق الإنسان…رحالة…

مشاركتها في البرامج المقدمة من طرف منظمات غير حكومية في العديد من الدول، وتعرفها على ثقافات مختلفة، ومعايشة معانات مجتمعات جديدة بالنسبة لها،جعل حلم الرحالة ينمو في مخيلة زينب، إلا أن تحقيقه لا يمكن أن يحدث بالمنح، ففي مرحلة ما من الحياة كان يجب أن تبدأ في التفكير في طرق تستطيع من خلالها العيش معتمدة كليا على كونها رحالة، لكن كان عليها إيجاد تمويل لأسفارها أولا، فبدأت البحث عن كل الطرق والوسائل لتعيش شغفها دون أن تهمل دراستها، فهي تعمل كمصممة سفر على موقعwww.favouroute.com، بالإضافة إلى تدريسها اللغة الانجليزية للأطفال، وعملها بدوام جزئي في العديد من المنصات الرقمية التي تختص بالعمل الحر Freelancing.

التدوين…كيف زرعت البذرة الأولى؟

فكرة التدوين لم تأتي بالصدفة أو نتجت عن حادثة معينة، بل تخمرت في ذهن زينب كي تخرج بالشكل الذي هي عليه الآن، وعن هذا تقول “بدأت البحث في موضوع التدوين الرقمي وصادفت أثناء بحثي تجارب مدونين رقميين جد ناجحين استطاعوا أن يجعلوا من التدوين مصدر رزق لهم. هؤلاء المدونين عملوا بجهد وجربوا العديد من الطرق في الكتابة، الإشهار، واختيار المواضيع التي تجذب اكبر عدد من القراء لإنجاح مدوناتهم، وبالتالي جلب المستشهرين. ففكرت في البدء بالتدوين كذلك، فأنا أحب الكتابة منذ صغري، بالإضافة إلى أن سفري الكثير جعلني أعيش العديد من المغامرات، الخطيرة، الغريبة والجميلة جدا ومنحني فرصة لقاء أشخاص جيدين قدموا لي المساعدة وأنا على الطريق دون انتظار مقابل، فشعرت انه يجب علي مشاركة ما عايشته وأعيشه مع أشخاص لديهم نفس الشغف والاهتمام، وكذلك لتشجيع المتخوفين من السفر. كما أن فوزي برحلة فاخرة لمدة عشرة أيام إلى سويسرا مقدمة من طرف مدونة أمريكية برازيلية تعيش في سويسرا بمناسبة ميلاد المسيح حفزني كثيرا على بداية مشروعي الرقمي، فنمط حياة هذه المدونة والنصائح والحيل التي قدمتها لي جعلتني، اصدق فعلا أن التدوين ممكن أن يكون مصدر رزق جيد إذا ما اجتهدت وعملت وصبرت، فكان أول ما قمت به بعد عودتي من الرحلة هو البدء في إنشاء الموقع والصفحة على الفايسبوك.”

تزرع ما تحصد
زينب تؤمن بالمقولة الانجليزية “what goes around comes back around” لهذا تقول”أحاول جاهدة أن أقدم النصائح والطرق المثمرة، وكذلك حيلي الخاصة لكيفية العمل وكسب المال على الانترنت لمتتبعي صفحتي على الفايسبوك، وتشجيعهم على تطوير ذاتهم، ولأثبت لهم أن ما أقوم به ليس مستحيل أو صعب، بل يستطيع أي شخص يحب السفر أن يحصل على نفس نمط العيش الذي اتبعه، أو أن يحقق أي حلم أخر لديه إذا ما اشتغل على نفسه بطريقة جيدة. ومشاركتي لهذه الأسرار لا ابتغي به ربح، بقدر إحساس المشاركة الجميل، لأنني أؤمن بأنه كلما قدمت الخير ستكافئ بالمثل.”

كيف تجني المال مستعملا حاسوبك؟

لهذا قامت زينب بكتابة مقال مفصل على موقعها تشرح فيه لمتتبعيها طرق ومنصات العمل الحر لكسب ما يكفي من الموارد لتمويل سفرهم، وتذكر من بينهم: Freelancer, Upwork, Fiverr, 99 Designs.

كما توصي الراغبين في الالتحاق بالعالم الديجيتال أن يقوموا بإنشاء صفحة خاصة على الفايسبوك وموقع أو مدونة تعنى بنفس موضوع الصفحة تهتم بطبخ, موسيقى, سفر, موضة, رياضة, فنون… أو أي موضوع ممكن أن يجذب اهتمام المتتبعين، ومن الممكن إضافة قناة على اليوتيوب للوصول إلى جمهور اكبر.

وتعتبر زينب أن من أهم مصادر الدخل المستمر هو إنتاج فيديوهات تعليمية ودروس Udemy في مجال التخصص وتنزيلها على منصات ومواقع مثل Skillshare .

اليكم بعض مواقع لفرص عمل على اليخوت والسفن، قامت زينب بمشاركتها في المقال: AupairWorld, Trustedhousesitters, Workaway, FindACrewWWOOFInternational,

https://www.travelwithzineb.com/478-2/ نص المقال

التدوين…هواية…احتراف

احتراف التدوين كمهنة بدأ يستولي على تفكير زينب، وتقول”لا أريد أن أبقى محصورة طوال حياتي في منطقة جغرافية محددة لأستطيع العيش وكسب المال، بل أريد أن أكون حرة في تنقلي وسفري وعملي.”

الموقع والصفحة على الفايسبوك لم يبدآ بعد في در المال بطريقة مباشرة على زينب، وعن هذا تبرر” أنا ضد أن أضع إشهار ما على موقعي على الانترنت، لأنه بالنسبة لي اللوحات الإشهارية على المواقع تشوش القارئ ومن الوارد جدا أن تدفعه إلى عدم زيارة موقعك مرة أخرى.إلا انه بفضل صفحتي على الفايسبوك والموقع كذلك بدأت بعض الوكالات السياحية وشركات الطيران في الاتصال بي للمشاركة في أنشطتهم وفعالياتهم لأقوم بإشهار منتجاتهم على جميع حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي،وبالإضافة إلى ذلك أثناء سفري إلى تنزانيا قمت بالتعريف عن نفسي لبعض الفنادق الفاخرة كمدونة ومصممة سفر وحصلت على إقامة كاملة لعدة ليالي، وبالتالي فالتدوين مربح في جميع الأحوال إذ لم يكن ربحا ماديا فهو عيني لفترة.”

فتاة تسافر وحدها = تحرش

لا يخلو الطريق من المخاطر، وإيقاف سيارة على الطريق أمر أصعب وأخطر بالنسبة لمحبي السفر والتنقل على الأقدام، فما بالك بالنسبة لفتاة تسافر وحدها وتتنقل حاملة حقيبة ظهر: “السفر وحيدة أمر مشوق وخطير في آن واحد، لكنه علمني العديد من الأشياء وأولها الاعتماد على نفسي في التخطيط للرحلة، والدفاع عن نفسي أثناء تعرضي للتحرش أو الشعور بخطر قادم، وهو أمر استثني منه رحلاتي في أوروبا التي كانت خالية من التحرش بكل أنواعه، إلا أنني عشت بعض التجارب السيئة من هذا الجانب في دول الشرق الأوسط، واذكر على سبيل المثال حادثتين،الأولى في تركيا حيث تعرضت للتحرش بشكل قوي هناك وصل إلى انتظار أشخاص غرباء لي أمام مقر عملي إلى حين انتهاء دوامي لتتبع خطواتي ومضايقتي، ناهيك أن ما يمكن أن تسمعه أذناي وأنا أتمشى في الشارع، والثانية في المغرب وحدث ذلك عندما كنت أقوم برحلة على الأقدام من شمال المغرب إلى جنوبه فقمت بإيقاف سيارة على الطريق كان يوجد بها رجلان صعدت إلى المقعد الخلفي، وبدأ الحديث حول ما أقوم به والهدف منه،إلى أن دقت أسئلتهم ناقوس الخطر في عقلي حين وصل الحديث للسؤال عن “شرفي”وأشياء من هذا القبيل، عرفت حينها أن الرحلة معهما لن تطول و أن نواياهم ليست جيدة، لم أتردد في استعمال سكين الجيش السويسري -الذي احتفظ به دائما رغم أن حمله غير قانوني في بعض البلدان من بينها المغرب- وضعته فوق عنق السائق وأمرته بان يضع كلتا يديه على مقود السيارة ويتوقف فورا لاستطيع النزول،وأنني لن أتردد في غرز السكين في عنقه فانا في حالة دفاع عن النفس، استجاب لطلبي ومرت التجربة بسلام.”

ما يجب ان تتوفري عليه أثناء سفرك وحدك

تؤمن زينب أن السفر لا يخلوا من المخاطر والصعاب، وأن أقل ما يمكن أن تتعرض له الفتاة التي تسافر وحدها هو التحرش، لهذا تعتبر زينب أنه يجب على من تنوي أن تخوض تجربة السفر وحيدة أن:

+تكون بطارية هاتفها دائما مشحونة ورصيدها معبئ.
+ تتوفر على أرقام الشرطة، الإسعاف والمساعدة في البلد الذي تتواجد فيه.
+ تحتفظ بسكين صغير ورذاذ الفلفل الحار للطوارئ.
+ التوفر على لياقة بدنية جيدة، وبعد الحيل للدفاع عن النفس، أمر ضروري.

لمتابعة زينب عبر مواقع التواصل الاجتماعي
الموقع: www.travelwithzineb.com
انستغرام: www.instagram.com/travelwithzineb
الفايسبوك:www.facebook.com/travelwithzineb

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد