كوثر أجبلي شاعرة واعدة لم تنصفها مدينة الرياح

مدينة الصويرة مازالت منبع إلهام لعديد من الفنانين ومصدر وحي عريق لكل من عرف برهافة الاحساس وحب الكلمة و اللحن والركح؛ نموذجا، نكتب اليوم عن موهبة واعدة في مجال الشعر، إنها الفتاة المتألقة والتي يتنبأ لها الجميع مستقبلا واعدا في الخوض في بحور الشعر و العزف على بحوره.

الفتاة التي إكتشف المحيط موهبتها ؛إنها – كوثر أجبلي – العشرينية الحاصلة على باكالوريا علوم الحياة و الأرض ودبلوم تقني متخصص في تدبير المقاولات لكن ذات الميولات الشعرية… وتستمتع بالتصوير والقراءة لتكون نموذجا لشباب المغرب الذي يسعى لتطوير ثقافته و صقل؛ والتي أبت إلا أن تتحفنا بقصيدة تكون شاهدة على تألقها لتقول -كوثر أجبلي :

عنوان القصيدة “موانئ الهوى”
راجعت قصائدي
فأثرث انتباهي
برقة ابتسامتك
بعذوبة نظراتك
بشغف حبك
فماذا سأكتب لك ؟
و ماذا سأبعث إليك ؟
إن كنت كتبت لنفسك … بأبعد الحدود
ألف كلمات … و ألف قصائد

لنواصل الدردشة مع شاعرتنا الواعدة بسؤال كلاسيكي هل تجدين تشجيعا رفقة باقي زملائك من مندوبية الثقافة او المشرفين على الحقل الثقافي بمدينة الصويرة ؟… لتكون الإجابة بالنفي المطلق بحيث أن معظم الأنشطة غنائية أو رياضية ، تبقى الثقافة مهمشة شأنها شأن المواطن الصويري و بحيث ترصد إمكانيات ضخمة لبعض المهرجانات تبقى النخبة و الشباب الواعد مبعدا عن محراب النجاح و التألق و الإزدهار بين أحظان المدينة؛ اللهم بعض المساهمات الفردية والمجهودات الخاصة التي يحاول بها المثقفون فك العزلة عن مدينة لها تاريخ وباع طويل في مجالات ثقافية كبرى.

لنجزم بالإجماع أننا يجب أن نبدأ فعليا في تكوين الوضع الكريم و «المواطني» للمبدع الذي بإمكانه أن يتلقّى دعما في بداية مشواره من المال العام دون أن يبقى مرتهنا لهذا الدعم ودون أن يتحوّل بكسل إلى طالب أبدي لا يهمّه سوى نصيبه من ولائم الدعم العمومي ليحس بحرية القرار في إبداعه و يعيش بكرامة وسط وطنه. ولكن المثير في الأمر أن محترفي العمل الثقافي خصوصا من رؤساء الجمعيات والمهرجانات وممّن يعتاشون من الدعم العمومي في مختلف المراحل يطالبون في الظاهر بأن يكون للثقافة نصيب ولا يقصدون في الحقيقة سوى نصيبهم هم من الدعم واستمرار سلطتهم ونفوذهم . ليبقى المبدع الواعد أو المفتقر للإمكانيات رهين جدران تخنق إبداعه؛ عسا الأماني تتحق و تصير للنخبة المحلية أهمية تؤهلها لتأطير المجتمع المحلي و ضمان تنشأة ثقافية مميزة تظمن جيلا ذهبيا بعيدا عن براطن أخطبوط الإرهاب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد