كرة القدم المغربية… صحوة ملحوظة في انتظار التتويج الأكبر

استطاعت كرة القدم الوطنية في الآونة الأخيرة، أن تعيد هيبتها المفقودة منذ سنوات، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، وذلك انطلاقا من النتائج المسجلة في مختلف التظاهرات القارية والدولية، و انطلاقا من المجهودات المبذولة من طرف القائمين على الشأن الكروي بالمغرب على رأسهم فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

صحوة كرة القدم المغربية من الانكسارات إلى الانتصارات 

جاءت صحوة كرة القدم المغربية بعد مسلسل طويل من الانكسارات و النكسات المتوالية التي سئم منها الجمهور المغربي العاشق لكرة القدم، وتجلى ذلك من خلال الغياب الكبير للمنتخبات الوطنية في العديد من التظاهرات القارية والعالمية، و تواضع الأندية في مختلف البطولات المنظمة من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “الكاف”.

أولى هذه الصحوة، جاءت عن طريق المنتخب الوطني للكبار الذي استطاع أن يتجاوز الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون بعد ركود دام لسنوات طوال منذ كأس إفريقيا 2004 بتونس و التي لعب فيها أسود الأطلس المباراة النهائية بقيادة الإطار الوطني بادو الزاكي، حيث لعب أصدقاء المهدي بنعطية مباراة الربع النهائي ضد منتخب الفراعنة و انهزموا في الدقائق الأخيرة من عمر المقابلة بصعوبة على أرضية ملعب “بورجونتي” الذي يصلح لكل شيء إلا للعب مباراة في كرة القدم، بعدها بصم المنتخب المغربي على مشوار جيد بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا 2018 بتسيد مجموعته و عدم تلقي أي هدف طيلة المباريات الخمس بالتصفيات، مما يبرهن على العمل الجيد الذي يقدمه الناخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار و المحيط السليم الذي يعيشه المنتخب.

هذا المسار الجيد الذي حققه المنتخب المغربي طيلة إقصائيات كأس العالم روسيا 2018، و الذي حظي بمساندة جماهيرية قوية أعادت شعبية الكرة بين جميع مكونات الشعب المغربي، وجب أن يتوج بعد نهاية مباراة يوم السبت 11 نونبر 2017 ضد منتخب ساحل العاج، و وضع القدمين معا في نهائيات كأس العالم المقبلة غياب دام لقرابة عقدين من الزمن تجرع فيها الجمهور المغربي مرارة الخيبة و الإقصاء، علما أن آخر مشاركة مونديالية للمنتخب المغربي تعود إلى كأس العالم سنة 1998 بفرنسا، والتي شهدت الخروج المبكر لأشبال المدرب هنري ميشيل بسبب تواطؤ البرازيل والنرويج.

ثاني صحوة لكرة القدم الوطنية، جاءت على صعيد الأندية، فقد استطاع فريق الوداد البيضاوي أن يكذب كل التكهنات و يتوج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية لثاني مرة في تاريخيه بعد الأولى سنة 1992، بعدما تفوق على نادي القرن الأهلي المصري ذهابا و إيابا، حيث راهن الفريق على السير بعيدا في هذه الكأس الغالية منذ بداية المنافسة بقيادة المدرب الحسين عموتة الذي عرف كيف يبحر بالقلعة الحمراء حتى آخر نقطة و هي التتويج باللقب و ضمان المشاركة رسميا في كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة (دجنبر 2017)، معززا بذلك صحوة كرة القدم الوطنية، بحيث أصبح أول مدرب مغربي يتوج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية و أول مدرب مغربي يتوج بلقبين قاريين مختلفيين مع ناديين مختلفين، حيث سبق و أن توج بلقب كأس الإتحاد الإفريقي مع فريق الفتح الرباطي سنة 2010 في قلب تونس ضد النادي الرياضي الصفاقسي.

هذه الصحوة لكرة القدم الوطنية تنتظر التتويج الأكبر يوم السبت 11 نونبر 2017 بالإعلان الرسمي لتأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا و الذي ينتظره الشعب المغربي بأكمله و القلوب جميعها تخشى أن تكون هذه الصحوة خادعة سرعان ما تعود بنا إلى زمن الانكسارات والنكسات، ولكن يتمنى الجميع أن تكون هذه الصحوة انتعاشة طويلة الأمد تواكب الإصلاحات و الأوراش الكبرى التي تشهدها كرة القدم المغربية، الشيء الذي يضع الجامعة الملكية المغربية و الأندية الوطنية و كل مكونات كرة القدم أمام مسؤولية كبرى لتطوير الممارسة المحلية، وتكوين أجيال قادرة على حمل القميص الوطني مستقبلا.

بدر الدين الإدريسي: ما أحوج المغرب إلى التأهل للمونديال و تأكيد صحوة الكرة الوطنية  

أكد الصحفي و المحلل الرياضي بدرالدين الإدريسي، في تصريح لجريدة “المصدر ميديا”، أن الفريق الوطني المغربي عايش مواقف سابقة كمباراة ساحل العاج يوم السبت 11 نونبر 2017، حيث وصل إلى الخط الأخير و المباشر الذي يقود إلى التأهل لنهائيات كأس العالم في الكثير من المناسبات، و كان موفقا في حسم مثل هذه المباريات كما كان الحال سنة 1994 عندما تأهل المغاربة لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية على حساب المنتخب زامبيا، و كذا سنة 1998 لما حجز المنتخب المغربي بطاقة التأهل على حساب منتخب غانا، و أضاف بدرالدين الإدريسي قائلا: ” أعتقد أن مباراة يوم السبت صعبة جدا و المنتخب المغربي قدم إشارات قوية بتوفره على الإمكانيات اللازمة للعودة إلى أرض الوطن بطاقة التأهل الرسمية لنهائيات مونديال روسيا و يقدم خدمة كبيرة لنفسه و لكرة القدم الوطنية و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و للإعلام و لعموم الجمهور المغربي العاشق لكرة القدم”.

و تابع بدر الدين الإدريسي حديثه بالقول: “بتأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018 و تتويج الوداد بلقب عصبة الأبطال الإفريقية، سنكون قد حققنا طفرة نوعية على مستوى الأندية و المنتخبات و أعطينا لأنفسنا الفسحة الزمنية و الأجواء الإيجابية لتكون أرضية قوية للاشتغال على تطوير كرة القدم الوطنية”.

عبدالواحد الشمامي: السيناريو الأمثل للعودة ببطاقة التأهل من أبيدجان

أوضح الإطار الوطني عبدالواحد الشمامي، في تصريح لجريدة “المصدر ميديا” ، أنه بالنظر لطريقة لعب الناخب الوطني هيرفي رونار التي تعتمد على الضغط العالي مع غلق المساحات و تكسير الهجمة  للفريق الخصم، سيحجز المنتخب المغربي بطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018.

و عن طبيعة المباراة، أشار الشمامي أن المنتخب المغربي سيلعب  على احتمالين هما التعادل أو الفوز بغض النظر على نتيجة المباراة الأخرى بين مالي و الغابون، حيث تبقى الأمور صعبة في كيفية تدبير هذا المعطى، لكن بالنظر إلى الشخصية القوية التي أصبح يتمتع بها الفريق الوطني المتمثلة في الاستحواذ على الكرة و الضغط العالي على الخصم سيعرف كيف يدبر المقابلة .

و أضاف الشمامي قائلا: ” وجب مباغثة الخصم و تسجيل هدف لإرباك حسابات منتخب ساحل العاج تجعله يفقد السيطرة على مجريات المقابلة، علما أن المنتخب الإيفواري الحالي ليس بالخصم القوي كما كان عليه الحال سابقا، لكن إذا استطاع أخذ الثقة لاسيما في الربع الساعة الأولى من بداية المباراة، سيتسبب في متاعب للعناصر الوطنية”.

و قال عبد الواحد الشمامي في ذات التصريح أن السيناريو الأمثل للمباراة هو أن يكون المنتخب الوطني السباق للتسجيل أو لعب العشرين دقيقة الأولى بحذر مع عدم ترك المبادرة لأشبال المدرب البلجيكي فيلموتس لفرض أسلوب لعبه، و تابع بالقول : “إذا اعتمدنا على هذا النهج التكتيكي ، سيعود المنتخب الوطني المغربي ببطاقة التأهل الرسمية لمونديال روسيا 2018 من العاصمة الإيفوارية أبيدجان”.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد