كرانس مونتانا : عندما يخفق المسؤولون في مواكبة الارادة الملكية

استطاع المغرب منذ 2015  أن يربح رهان تنظيم منتدى “كرانس مونتانا  في مدينة الداخلة، ليتغلب بذلك على خصوم وحدتنا الترابية وفي مقدمتهم الجزائر وهو أمر يعتبر انتصارا في ظل العراقيل التي صاحبت هذا الموضوع، والتي لعبت فيها الجزائر دورا اساسيا، وبدأت الداخلة تفتح ذراعيها لهذا المنتدى العالمي القوي ، وإذا كانت الديبلوماسية المغربية قد حققت هذا الإنجاز الكبير فهذا يرجع بالتأكيد للتحركات التي مافتئ جلالة الملك يقوم بها، ويعزز مكانة المغرب دوليا وافريقيا.

تحركات يفترض أن يتم دعمها من طرف كل المسؤولين المغاربة خصوصا في تعاملهم مع من تجمعنا معهم قارة واحدة، هذه القارة التي قال عنها الملك في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب” إفريقيا بالنسبة للمغرب، أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي. فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس. إنها الامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي للمغرب. هذا الارتباط متعدد الأبعاد، يجعل المغرب في قلب إفريقيا، ويضع إفريقيا في قلوب المغاربة”.

هذا الحب والتقدير الذي تحدث عنه جلالة الملك لايترجمه المسؤولين المغاربة على ارض الواقع وهو مايظهر في المؤتمرات والمنتديات الكبرى التي يحضرها العديد من المسؤولين الافارقة.

وبالرجوع الى منتدى كرانس مونتانا الذي اختتمت فعالياته الاسبوع الماضي في الداخلة نجد أن التنظيم كان سيئا للغاية حيث تم الاحتفاء بأبناء الدار اكثر من الضيوف من السفراء والشخصيات التي جاءت لتعلن للعالم كله بشكل او بآخر أنها على ارض مغربية، وهو أمر بدا ظاهرا للعيان من خلال احتلال المسؤولين المغاربة الصغار منهم والكبار للصفوف الأمامية فيما وجد السفراء انفسهم يبحثون عن اماكن لهم في الصفوف الرابعة والخامسة، وهو امر لايتعرض له الاوربيون في بلادنا، كيفما كانت درجة اهميتهم. لماذا لايفهم القائمين على شؤون البلاد والعباد أننا دولة افريقية وكفاهم من نظرة الاحتقار والتعالي التي يتعاملون بها مع اناس تجمعنا وإياهم الكثير من الاواصر المشتركة. لماذا لايعون جيدا بأن أعلى سلطة في البلاد ممثلة في الملك تدعو الى ربط علاقات جيدة وقوية مع أشقائنا في القارة الإفريقية. ان ماحصل من تخاذل وسوء تنظيم لايخدم بالمرة قضية وحدتنا الترابية بل يسئ اليها جدا، ويسيئ الي الديبلوماسية المغربية التي تعاني اصلا من ضعف بادي للعيان.

الاهتمام بضيوف منتدى كراس مونتانا هي مسؤلية الحكومة ولايجب أن تترك هذه المسؤولية لوكالات التنظيم أو أي جهات أخرى. هذه مسؤولية وطنية، وكيفية التعامل معهم سينعكس على علاقاتنا بهم والتي يسعي الملك الى توطيدها.

ان البلاء كله كان ينعكس على قضية وحدتنا الترابية جراء عجرفة وتعالي البعض من المسؤولين الساميين على نظرائهم من الدول الأفريقية خصوصا  في سنوات السبعينات والثمانينات، فهل رجعت ريما لعادتها القديمة؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد