كثرة المؤسسات و “قلة الفايدة”

اذا كنا ونحن تحت اغطيتنا الدافئة، ووسط كل انواع التدفئة، نحتمي بمنازل تقينا غزو الثلوج والمطر نعاني الأمرين من برد الشتاء القارس، فما بالنا بمن يعيشون في مناطق نائية في مواجهة مباشرة مع غضب الطبيعة.

مع بداية كل فصل شتاء تطل علينا الحكومة بجملة” اتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل الحد من معاناة سكان المناطق النائية مع موجة الصقيع وفك العزلة عنهم” وكأن هذه الحكومات المتعاقبة علينا لاتعرف ان الفصول أربعة.

هي نفسها تتعاقب علينا كل سنة، واتخاد التدابير اللازمة لحماية المواطنين لايجب ان تكون لازمة تلوكها ألسنتهم وكأنهم في كل مرة يتفاجئون بان لدينا مناطق نائية سيقتل أهلها البرد والثلج والمطر، الا يجب ان تكون هذه المناطق محصنة دائما ولديها مايقيها عذاب فصل الشتاء، الا يجب ان نقوم كمسؤولين باتخاد تدابير قارة وثابتة تجعل المواطن في تلك المناطق لايشعر بالفزع حين ياتي فصل الشتاء، كل الحلول عندنا مؤقتة، لاتوجد حلول جذرية تقتلع المشكل بشكل نهائي وتعطي الأمان الحقيقي لمواطن يموت فقط لأنه لم يجد تدفئة مناسبة أو مستشفى قريب من منطقته.

مواطنون يعيشون العزلة بكل اشكالها، عزلة خطيرة تعاني منها العديد من القرى ، لدرجة ينقطع معها المنفذ الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي، ليجدوا انفسهم يواجهون الجوع والبرد المؤديان للموت البطيئ، نساء حوامل، أطفال صغار، وشيوخ أقعدهم المرض، كل هؤلاء يعيشون كل سنة الوضعية نفسها.

في المغرب نعاني من تخمة من كثرة المؤسسات، كثرتها بدون فائدة تذكر، العمالات والولايات والجماعات الاقليمية والحضرية، بالاضافة للحكومة النائمة في العسل، ورغم كل هذا، لايجد المواطن من يسمعه ولامن يحترم انسانيته لابردا ولاصيفا.

ان مايحصل من مآسي لسكان المناطق النائية في المغرب خصوصا في البرد القارس عار على جبين كل الحكومات،وفي جبين البعض من جمعيات المجتمع المدني التي تقتات من معاناة الناس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد