كتاب ومثقفون يقدمون مقترحاتهم لتأسيس جبهة ثقافية لنصرة قضية الصحراء‎ المغربية

نظم اتحاد كتاب المغرب، اليوم الثلاثاء، الحلقة الأولى من سلسلة لقاءاته التفاعلية من أجل تأسيس جبهة ثقافية لنصرة قضية وحدتنا الترابية، وذلك بتقنية المناظرة المرئية، عرفت مشاركة عدد من المثقفين والباحثين.
وخلال مداخلته في الندوة التفاعلية، التي قام بتسييرها عضو اتحاد كتاب المغرب أحمد العاقد تحدث رئيس اتحاد كتاب المغرب، الدكتور عبد الرحيم العلام حول مجموعة من النقاط، استهلها بتثمين اتحاد كتاب المغرب للانتصار التاريخي الجديد الذي حققته القضية الوطنية الأولى، بفضل المساعي والمبادرات الملكية السديدة، الرامية إلى إنهاء هذا النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وارتباطا بقضية الصحراء المغربية، أشار رئيس اتحاد كتاب المغرب إلى أن الاتحاد كان دائما في صلب الإجماع الوطني حول قضية صحرائنا وأقاليمنا الجنوبية، وهي مواقف، كما قال العلام، ما فتئ الاتحاد يعبر عنها في عديد المناسبات، وعبر مجموعة من البيانات التي أصدرها الاتحاد والنداءات التي أطلقها في الأقاليم الجنوبية المغربية.
بما في ذلك دعوات الاتحاد لحكوماتنا المتعاقبة إلى مواصلة إطلاق المشاريع اللازمة والاستعجالية لتنمية أقاليمنا الجنوبية وصيانة الهوية الوطنية، في أحد مكوناتها الأساسية، مجسدا في المكون الصحراوي الحساني، لغة وثقافة وشخصية.
وفي ختام كلمته، طرح رئيس الاتحاد، سؤالين مؤطرين لموضوع هذا اللقاء، حددهما، في سؤال أول، حول لماذا جبهة ثقافية وطنية اليوم، في ظل وضع وطني وجهوي وعالمي متحول؟ وهو سؤال، يضيف رئيس الاتحاد، يتوخى الاتحاد من طرحه المساهمة في فتح النقاش وبلورته وتطويره، حول الغاية من تأسيس جبهة ثقافية وطنية اليوم لنصرة قضيتنا الوطنية الأولى، حددها في فتح المجال أمام مثقفينا ومبدعينا المغاربة، من مختلف المشارب والتوجهات ومجالات الاشتغال والتفكير والإبداع، وكذا أمام الجمعيات والهيئات الثقافية المعنية، للتدخل بشكل جماعي، من أجل إسماع أصواتهم حول قضيتنا الوطنية الأولى، للرأي العام الثقافي الوطني والمغاربي والعربي والدولي.
وأضاف العلام سؤالا ثانيا، حدده في الكيفية التي سيتم عبرها بناء هذه الجبهة الثقافية، أي من خلال فتح نقاش وتشاور وحوار بين الفاعلين والمشتغلين بالحقل الثقافي والإبداعي ومنتجي الفكر وصناع الخيال، في أفق إعداد أرضية فكرية تأسيسية لهذه الجبهة، سيتم عرضها، يواصل العلام، على أنظار مكونات المجتمع المدني الثقافي، من جمعيات وهيئات ثقافية وطنية فاعلة في الحقل الثقافي، داخل المغرب وخارجه.
من جهته طالب بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق وعضو اتحاد كتاب المغرب، بتسجيل بعض مظاهر الثقافة الحسانية في قائمة التراث الإنساني، داعيا إلى إعادة بناء وصيانة سجلماسة التي كانت في وقت سابق مدار القوافل من جهات عدة وهي اليوم “في حالة أطلال” حتى تعود للمدينة رونقها وعبقها التاريخي.
من جانبه، شدد الكاتب والروائي الأستاذ ماء العينين ماء العينين، رئيس منتدى الشيخ محمد الإمام للثقافة والإبداع وعضو اتحاد كتاب المغرب، في مداخلته خلال الندوة التفاعلية، أن خدمة الوحدة الترابية والإخلاص لشعار الأمة فوق كل اعتبار، مضيفا إلى قوله: “لا أدعي أن المثقف أكثر وطنية وإخلاصا في الدفاع عن ثوابت بلده من غيره، ولكن المثقف أكثر خبرة ودراية وجدارة بالدفاع عنها في وجه آلاف الأقلام والأفواه المأجورة والحاقدة التي تنفث سموم حقدها الدفين تجاه هذا الوطن”. ومن هنا أهمية تشكيل هذه الجبهة الثقافية.
ودعا الاستاذ ماء العينين إلى “مد أيادي الأخوة الصادقة لكل من تجمعنا وإياهم الميادين الثقافية والفكرية وخاصة لإخوتنا في دول المغرب العربي الكبير وبصفة خاصة لإخوتنا المثقفين بموريتانيا والجزائر”، معتبرا في الحين نفسه أن “مد جسور التواصل الثقافي و الفكري بيننا وبينهم بعيدا عن لغه الخشب هو الكفيل بتذويب الخلافات مهما كان حجمها، وبالتالي حثهم على أن يقتنعوا بوجهة نظرنا التي لا نحيد عنها قيد أنملة”.
أما التنابز بالألقاب، يضيف ماءالعينين، “فتلك ميزة شائنة يتسامى عنها كل مثقف يحترم نفسه ومكانته الفكريه والعلمية”.
من جهتها، أكدت بديعة الراضي، كاتبة وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الاستثنائي 19 لاتحاد كتاب المغرب، في مداخلتها في الندوة التفاعلية من أجل تشكيل جبهة ثقافية وطنيه بهدف تعبئة كل الطاقات المنتجة للدفاع عن قضية الوحدة الترابية بكل الاساليب والوسائل المتاحة، على ضرورة “إحداث مركز للأبحاث والدراسات في الأقاليم الجنوبية”، بالإضافة إلى “البحث في طبيعة العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية من شمال المملكة إلى جنوبها في إطار الجهوية المتقدمة”.
وفي ذات السياق، أبرز يحيى الشيخ، رئيس المركز العالمي للدراسات العربية بباريس، في مداخلته إلى ضرورة مراعاة مجموعة من المعطيات من بين أهمها “تجنيد كل المغاربة للدفاع عن مغربية الصحراء بشتى الوسائل المشروعة وتوحيد البحث الأكاديمي لتفنيد مزاعم العسكر الجزائري خاصة وأن الجامعات بالجزائر تخصص البحث في مستوى الماستر والدكتوراه للتطرق إلى قضية النواع المفتعل حول الصحراء المغربية”، مؤكدا على ضرورة تفعيل الديبلوماسية الموازية والاهتمام بالمجتمع المدني خاصة مغاربة العالم بالإضافة إلى تنظيم ورشات وندوات لتأطير الشباب وكافة فئات المجتمع المدني للترافع عن مغربية الصحراء وتجنيد جميع الطاقات الفكرية والإبداعية والإعلامية لتسخير بحوثهم وإنجازاتهم سعيا في ترسيخ الإيمان بوحدتنا الترابية وصد هجمات الأعداء المتلاحقة.
وفي مداخلة أحمد المنادي، باحث وممثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في الندوة المذكورة، دعا أن تتعزز هذه الجبهة الثقافية لنصرة قضية وحدتنا الترابية  بالانفتاح على باقي الفاعلين الآخرين في الشأن الثقافي بالمغرب بمختلف مكوناته وأن تستوعب جميع الفعاليات الأخرة من أجل التفكير في إنضاج تصور يهيكل تنظيم هذا العمل الثقافي.

وأشار المنادي إلى أنه لابد أن يتم التفكير داخل هذه الجبهة على مستويين، الأول يتعلق بإحداث لجنة أو هيأة مركزية التي ستتبع هذا المشروع ثم غنشاء فروع جهوية لتعزيز هذه الفكرة على الصعيد الوطني، والثاني يتعلق ببرنامج عمل يروم تفعيل هذا المستوى الثقافي بروافده المتعددة في خدمة القضية الوطنية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد