“وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم” صدق الله العظيم.
منذ أيام عدة، لم أتمكن من كتابة افتتاحية لأسباب صحية، وكان في ذلك خيرا. فلعل مايموج في الساحة السياسية وكواليس بعض أحزابها، وما يدور بين بعض أقطابها،وتناحر بعض الفرقاء داخلها،
وابتعادهم عما ينادي به ملك البلاد من ضرورة تخليق الحياة السياسية ،ينفر المهتمين عامة وأبناء قبيلتي خاصة، وهم الموكول لهم قبل غيرهم الخوض في مالابد من الخوض فيه.
مااستفزني أخيرا على الكتابة، هو هذا المستوى المتدني، الوضيع،والردئ ،الذي وصلت إليه جارتنا
المنحطة سياسيا، السافلة أخلاقيا،وهي تقف حجرة عثرة بكل ماأوتيت من قوة، أمام مقابلة رياضية
بسبب خارطة دولة عرفها التاريخ بمئات السنين قبل أن تشتريها هي فرنسا من الدولة العثمانية (تركيا
حاليا)على يد وزير الحرب الفرنسي (شنايدر)بظهير 14,10,1830 وأطلقت عليها إسم الجزائر.ومن سيرجع إلى التاريخ سيتأكد من ذلك،خاصة حينما يطلع على عقد ازديادها سنة 1839على يد مالكتها وصانعتها فرنسا.
لقد نسي الإخوة الحاقدون علينا ذلك،كما نسوا أن أهل تلمسان وقبائلها كانوا في بيعة العلويين،وأن آخر بيعة لهم كانت بتاريخ 1830م
أما تيندوف وساكنتها فاليسألو التاريخ عنهم، وتحديدا عن زاوية الشيخ بلعمش الجكاني ،ففيها ماسيبقون معه مطأطئي الرؤوس .
في الدول الكبيرة والمتقدمة التي لها مكانة في التاريخ وذاكرته الوقادة،ليست هناك علاقات متشنجة أبدية، حتى ولو وصلت أحيانا إلى حافة الحرب النووية التي لا تبقي ولاتذر، حتى لو كانت
كل منهما على حق فيما تدعيه،بأبسط الأسباب تصبح العداوة والبغضاء عبارة عن غيمة سرعان ماتنقشع وتبقى سماء العلاقات في منتهى القوة والصداقة. وتأبى الرياضة إلا أن تكون من ضمن هذه الأسباب
التي كتب لها أن تساهم في حلحلة كثير مشاكل وتوترات كادت أن تعصف بالسلم العالمي.أتذكر هنا مقابلة اللاعبين في كرة الطاولة:جلبين كوان (من الولايات المتحدة الأمريكية)و( زوهانج زيدونج) من
جمهورية الصين الشعبية. لقد اعتبرت المقابلة حدثا كبيرا، وضع حجر أساس رجوع العلاقات بين بلدي اللاعبين، وعبد الطريق للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى بكين.
كان ذلك في سنة1972.أما الآن ونحن في الألفية الثالثة، فإن جار السوء، أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب ظلمه وتعديه على جغرافية بلدنا بسبب اختلاقه وافتعاله لأطروحة أكل عليها الدهر وشرب،وذلك بسبب
خارطة يشهد التاريخ على حقيقتها، وضعها لاعبون مغاربة على صدورهم،يحق لهم ذلك كما يحق لنا جميعا أن نضعها على صدورنا زهوا وخيلاء،وافتخارا بوطن أعطاه لنا التاريخ ولم تعطيه لنا فرنسا.
بقدر ما كنت تحت تأثير هذه الصدمة، كنت في منتهى السرور والغبطة وأنا أقرأ اليوم خبرا مفاده أن هناك لجنة تحضيرية لمجموعة العمل المغربي للتضامن مع الشعب القبايلي.
من أجل التشاور للإعلان عن تأسيسها. وددت لو أني كنت على علم بهذا الحدث الوطني التاريخي الكبير لأكون حاضرة معهم،ومع ذلك فإنني أحيي أعضاء هذه اللجنة، وأشد على أياديهم بحرارة وأرجو أن يعم صداها كافة أنحاء الوطن، وأن نكون نحن أبناء مهنة المتاعب في طليعة الذابين عنها.
هناك مثل بالحسانية يقول(ألٌِ عَظَُكْ ما عظٌَيْتُ يْشَكْ أنك بلا ضْروس)ومعناه من عضك ولم تقم بعضه يعتقد أنك بدون أسنان،إذن فهيا للعض والبادئ أظلم،علما بأن شعب القبايل على حق في مايناضل من أجله
عكس إخوتنا ساكنة مخيمات تيندوف المغرر بهم فهم يعرفون قبل غيرهم أن الصحراء لم تكن في يوم من الأيام إلا مغربية شأنها في ذلك شأن جباله الأطلسية الشماء