كشفت معطيات للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة أن قطاع الفلفل الأحمر، الذي يعد من أهم القطاعات الفلاحية المنتجة بالجهة، يوفر أزيد من 200 ألف يوم عمل سنويا ويخلق قيمة مضافة تزيد عن 18 مليون درهم.
وحسب تقرير للمكتب فقد بلغت المساحة المنجزة خلال الموسم الفلاحي الحالي 1440 هكتار، منها 455 هكتار مسقية بنظام الري الموضعي ، مكنت من تحقيق إنتاج إجمالي بلغ 37.400 طن من الفلفل الأحمر الطري بمردودية ناهزت 26 طن للهكتار . ويعتبر القطاع من بين الزراعات الأعلى دخلا حيث يتراوح هامش الربح فيه ما بين 45 و56 ألف درهم للهكتار الواحد. ومن جهته، أكد عبد الكريم العابد رئيس قسم التنمية الفلاحية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، في تصريح لوكالة المغرب العربي أن قطاع الفلفل الأحمر يكتسي أهمية كبيرة بإقليم الفقيه بن صالح وعموم جهة بني ملال خنيفرة نظرا للدور السوسيو-اقتصادي التي تضطلع به هذه الزراعة بالمنطقة و خلق رواج اقتصادي وتجاري مهم وتحسين مدخول الفلاحين الصغار والمتوسطين . وأضاف أن الجهة تساهم بنسبة 90 بالمائة من الإنتاج الوطني من هذه الزراعة.
وقال إن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة اتخذ مجموعة من التدابير من أجل مواكبة أرباب وحدات طحن الفلفل الأحمر البالغة 14 وحدة وإعادة هيكلتها وتأهيلها ، والارتقاء بوسائل تثمين الإنتاج ، وذلك بتنسيق مع المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لجهة بني ملال خنيفرة ، مشيرا إلى إبرام صفقة في هذا الإطار بين المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وأحد مكاتب الدراسات ذات الاختصاص.
ويتميز القطاع بهيمنة الوسطاء على عملية تسويق المنتوج حيث يستغلون عدم تنظيم المنتجين من أجل تكريس هذا الوضع . ولتجاوز ذلك وفي سبيل تنظيم المنتجين وتيسير عمليات مواكبتهم وتأطيرهم فقد تم تأسيس ” الجمعية الجهوية لمنتجي الفلفل الأحمر لجهة بني ملال خنيفرة ” كخطوة أولى من المعنيين في أفق خلق فيدرالية بيمهنية لقطاع الفلفل الأحمر كإطار موسع لاستقطاب “جمعية مجمعي الفلفل الأحمر ” المحدثة سنة 2015 و” جمعية محولي الفلفل الأحمر ” التي تم تأسيسها سنة 2017.
ومن بين الإكراهات التي يواجهها القطاع، أن عملية التحويل والتخزين تتم في بعض الأحيان في ظل شروط لا تستجيب لمعايير النظافة والسلامة الصحية ، مما لا يتلاءم والأهمية التي تحتلها هذه السلسلة في النسيج الاقتصادي الجهوي. وفي هذا الصدد تعمل المديرية الجهوية للفلاحة من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي عبر وضع برنامج عمل طموح مع جميع الشركاء يروم تحسين ظروف إنتاج وتسويق وتحويل المنتوج عبر تأهيل الوحدات الصناعية التقليدية المتواجدة، إلى جانب المحاولات الرامية إلى خلق الفيدرالية البيمهنية التي ستتولى تسيير القطاع بدعم من الدولة.
يشار أن موسم جني الفلفل الأحمر بإقليم الفقيه بن صالح وجهة بني ملال خنيفرة قد انطلق بداية شهر شتنبر الماضي وسيتواصل إلى غاية شهر نونبر المقبل.