قبل تنظيم المونديال، فلننظم عبور مغاربة العالم

يأتون لقضاء العطلة بين ذويهم وفي بلادهم التي يحنون اليها وهم في بلاد المهجر، يحملون الفرحة في قلوبهم، فرحة حضن الوطن وحضن الأهل، مهاجرون مغاربة يمضون سنة بكاملها يشتغلون في بلدان قدر لهم ان تكون موطنهم المؤقت حتى يستطيعون ان يبنوا مستقبلا لأبنائهم ولأنفسهم، مهن تختلف صعوبتها من شخص الى آخر، وتختلف المعاناة التي يعيشونها من أسرة الى أخرى، ينسون كل هذا وغيره مما يتعرضون له حين يفكرون في العودة لبلدهم لقضاء العيد مع احبابهم، ويتذكرون فقط إن لهم وطنا سيحتضنهم ولو لأيام ويرتاحون فيه من الغربة، ولكن يبدو أن الأوطان لاتبادل شعوبها نفس الحب ونفس الشوق.

انتهت العطلة وقرر المهاجرون المغاربة الرجوع الي بلدان الإقامة والأمل يحذوهم في ان تكون الرحلة ممتعة ومريحة الا أنهم يفاجؤون بمكوثهم لأيام في معبر طنجة، يعانون الأمرين من حرارة الجو و التعب والارهاق، اطفال ونساء ومرضى، شباب يريدون الالتحاق بوظائفهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس والتأخير يحسب عليهم حتى وان كان خارجا عن ارادتهم، وهذه مصيبة أخرى لم نكتف فقط بعدم توظيفهم، بل وأيضا ندمر مستقبلهم، فتراهم يرددون خلف طرفة بن العبد

وظُلمُ ذَوي القُربى أشدُّ مَضاضَةً
على المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهنّدِ.

يقال أن التحويلات المالية للعمال المهاجرين المغاربة نحو البلاد مازالت تحافظ على مستويات جيدة بحيث لامست سنة 2017 سقف 7,5 مليار دولار ، لكن ومع استمرار الوضعية الحالية من يستطيع ضمان استمرار هذا القدر من السخاء إتجاه الوطن ، فليس من المعقول الاستفادة من وضعيتهم الاقتصادية والإساءة إليهم بالغ الإساءة كأنهم مجرد أدوات مسخرة لضخ العملة الصعبة في خزينة الدولة.
كلمة مرحبا يسمعونها فقط عند قدومهم لأنهم اضافة مادية كبيرة حينها، وعندما يحين وقت الرجوع لا أحد يهتم بالأعداد الهائلة التي تعود أدراجها.

ما حصل في معبر طنجة هو فضيحة كبرى، تتحمل مسؤوليتها كل الوزارات المتداخلة فيما بينها، وعلى رأسها الوزارة المكلفة بالجالية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد