في اليوم العالمي للقراءة .. ” حتى لقيت ال تبغيني”

اختارت اليونيسكو يوم 23 من شهر ابريل كيوم عالمي للكتاب تشجيعا منها للقراءة، واحتراما لكتاب كبار قضوا نحبهم في هذا التاريخ..موعد سنوي يمر مرور الكرام كما يحصل مع كل المواعيد المهمة في مجتمعاتنا المتخلفة لان القراءة لا تمثل في حياتنا اليومية الا دورا ثانويا مقارنة مع العديد من التفاهات التي تحيط بنا وتدني مستوى الذوق العام.

لمن سنتحدث عن اليوم العالمي للقراءة ياترى؟ أين هم الشباب الذين من المفروض أن نعول عليهم حتي نستطيع الرفع من مستوي القراءة؟ وعن أي شباب نتحدث أصلا في ظل تغييب تام لعقول سبقتنا اليهم أغنية”حتي لقيت الي تبغيني” وماجاورها من أغاني اجتاحتهم وأتت على الأخضر واليابس.

مالذي يجعل اغاني بهذا الشكل تستحوذ على جيل بأكمله ليرددها بكل فخر وسعادة؟ اننا نعيش خللا مدمرا للمجتمع بكل المقاييس, خلل ترك فراغا كبيرا وسط شبابنا حتى يجدون في أغاني من هذا النوع وعاء يفرغون فيه مراهقتهم، وانزعاجهم من مجتمع لم يعطهم البديل، ولم يفهم لغتهم ولا حاول فتح نقاش معهم خارج اسوار الفنادق الفاخرة، والقاعات المكيفة، عندنا شباب اخر يعيش في الشارع ويقتات من الحاويات، ويفترش الارض، عندنا شباب يهرب من المدارس ويعوضها بالجلوس بالمقاهي ومايترتب عن ذلك الجلوس، عندنا شباب في مناطق نائية تصلهم الأغاني قبل ان تصلهم المدارس والجمعيات.

ان مايعشه شبابنا اليوم من تدمير لاخلاقه وذوقه العام وابتعاده عن القراءة هو مسؤوليتنا جميعا، نحن من نساهم في خلق جيل مغيب ومهووس بالموضة في شقها الشكلي فقط، هناك أسباب لهذا السقوط المدوي لشبابنا في بئر انعدام الاخلاق، وعدم الاحساس بالمسؤولية اتصور البعض منها في النقط التالية:

*الابتعاد عن القيم الحقيقية لمجتمعنا ومحاولة جعل ابنائنا نسخة من الاخر في القشور فقط لا في العقليات

*التفكك الأسري الذي يذهب ضحيته الابناء وعدم وجود بدائل حقيقية في ظل ظلم حقيقي تعيشه المرأة

*انهيار تام للمنظومة التعليمية التي تعتبر عقيمة لاتتغير مع تغير الظروف المحيطة بنا مما يجعل شبابنا غير متحمس لها لانها لاتستجيب لتطلعاته، تعليم يرزح تحت مقررات تقليدية تظل ثابتة والدنيا تتغير من حولنا.

شباب يعاني من نقص في التربية، ومن غياب تام للقدوة، كيف ننتظر منه ان يكون من مستوى تطلعاتنا, إن مانعيشه اليوم من تدني خطير في الذوق العام لشبابنا على جميع الأصعدة هو كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معني, ولانملك الا ان نتساءل متى يمكننا ان نرى الحلم يتحقق ويصبح شبابنا يستوعب ان هناك يوما عالميا للقراءة…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد