فيلم “معجزات قسم” يوثق لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في معتقلات تندوف

احتضنت قاعة الفن السابع بالرباط، مساء اليوم الجمعة، لقاءا حول الترافع المدني الفني حول القضية الوطنية، المنظم من طرف المنظمة المغربية لصناع القرار الشباب بشراكة مع شركة الشاوي للإنتاج و بدعم من الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع  البرلمان و المجتمع المدني، والذي شهد عرض الفيلم الوثائقي “معجزات قسم” لمخرجته لبنى اليونسي.

و يروي فيلم “معجزات قسم” محنة المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، والذين عاشوا لأكثر من 20 سنة في ظروف قاسية و ما تعرضوا له من وحشية و تعذيب على يد جلادي البوليزاريو.

و شهد عرض الفيلم حضور مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، و الذي قال في تصريح لجريدة “المصدر ميديا”، أن الوزارة دعمت هذا العمل الفني و ذلك في إطار الوقوف عند الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي صدرت عن البوليزاريو في مخيمات تندوف و أضاف قائلا:” المجتمع المدني له دور أساسي في الترافع عبر الوسائط الفنية حتى يقع محو الوهم الذي يتعلق بموضوع حقوق الإنسان بمخيمات تندوف التي تشهد انتهاكات جسيمة لا تسقط بالتقادم و لا تسقط بمرور سنوات أو عقود”.

و نوه الخلفي في ذات تصريحه بهذا العمل الفني الذي استطاع أن يوثق هذه الانتهاكات حتى تبقى حية و يعرف العالم ما يقع في المخيمات التي وصفها” بمكان لليأس في مقابل الأمل المنبعث من أقاليمنا الجنوبية”.

هذا، و أكد مصطفي الخلفي في معرض كلمته ألقاها بالمناسبة أن الأعمال والأليات الفنية من الأساليب الحديثة التي من شأنها الدفع قدما بالقضية الوطنية، كما أن المجتمع المدني له دور كبير وفعال في الترافع عنها، مشيرا في الآن نفسه إلى نداء جلالة الملك محمد السادس خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة حين قال: “ذلك أن قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع، مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة، كافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنين”.

من جانبه تحدث منتج فيلم “معجزات قسم”، حسن الشاوي، في تصريح لجريدة “المصدر ميديا”، أن الفيلم يوثق لمعاناة أبطال مغاربة الذين لم يرضخوا لمطالب العدو و ظلوا متشبتين بوطنيتهم رغم الوحشية و الهمجية التي كانت تمارس عليهم و أضاف: ” هذا العمل ليس بهدف تجاري فهو متاح للجميع في الأنترنيت و غيرها من الوسائل الأخرى لمشاهدته فالهدف منه إيصاله للمغاربة داخل أرض المغرب و خارجه”، متمنيا أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور.

هذا، و عبر عجيني عبدالرحيم، أسير سابق في معتقلات تندوف في حديثه للمصدر ميديا قائلا:” قضيت مدة 25 سنة في المعتقلات و عدت عام 2003،لأول مرة أحسست أن المغاربة برمتهم أظهروا تعاطفهم معنا و بالخصوص طاقم فيلم “معجزات قسم” الذي أتاح لنا الفرصة لنظهر لعموم المغاربة أن هناك من يتربص بهم و أن هناك من يحسدوننا على نعمة الأمن و الأمان و يكنون حقدا عظيما لهذا البلد، فالمشاهد التي وثقها الفيلم ما هي إلا مشاهد قليلة من مشاهد ماساوية عشناها مع شرذيمة المرتزقة”، كما وجه عجيني نداءا من خلال “المصدر ميديا” لرجالات الإعلام و السينما ليحاولوا استغلال “ما نحمله من مآسي و معلومات و الدسائس و المؤامرات ضد هذا البلد السعيد”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد