كشف الدكتور حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الضجة التي أثيرة حول الفيروس القاتل “نيباه” أخرجت من سياق البحث الذي جاء في إطار البحث التحذيري الذي قدمته إحدى أكبر شركات الأدوية في العالم، والذي دعا إلى ضرورة التحرك من أجل تتبع ومراقبة عدد من الفيروسات، ضمنها فيروس “نيباه”.
واعتبر حمضي، في تصريح للمصدر ميديا، أن الضجة التي أثيرت حول الفيروس همت فقط وسائل التواصل الاجتماعي الذي اخرج رواده البحث الذي أعدته مؤسسة “الوصول إلى الدواء” من سياقه المتعلق بالفيروسات المرشحة لأن تكون مستقبلا سببا في ظهور جائحة مشابهة لجائحة فيروس كورونا.
وشدد الباحث في السياسات والنظم الصحية أن الدراسة لم تقل بانتشار فيروس “نيباه” ضمن سياق جائحة كورونا، بل فقط نبهت مراكز البحث والدراسات وكذا الدول غلى ضرورة الحذر من إمكانيات ظهور جائحة عالمية مستقبلا، سببها عدد من الفيروسات حددتها الدراسة في 16 فيروس خطير، بينهم 10 فيروسات لم تشملهم الدراسات والأبحاث، ضمنهم فيروس “نيباه”، الذي ذكر على سبيل المثال لا الحصر.
واكد الطبيب أن فيروس “نيباه” قديم تم اكتشافه منذ ما يقار ب 20 سنه، وهو ينتقل من الحيوان للإنسان، ومن الإنسان للإنسان، وله معدل إماتة قد تتراوح ما بين 40% إلى 75%، وأعراض تشبه إلى حد ما أعراض فيروس “كوفيد 19″، إلا أنه يتعداه إلى درجة إمكانية إصابة مخ الإنسان.
واوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية أن فيروس “نيباه” يدخل ضمن تصنيف الفيروسات الخطيرة التي يجب مراقبتها، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، والتي يحتمل أن تكون مستقبلا سببا في ظهور جائحة أخرى.
وكان تقرير مستقل لمؤسسة “الوصول إلى الدواء” من إمكانيات ظهور جائحة مستقبلية قد تطلقها فيروسات ممرضة، وأكدت “جاسيرا لير”، المدير التنفيذي للمؤسسة، التي مقرها هولندا، وهي منظمة غير ربحية تمولها الحكومتان البريطانية والهولندية، الضوء حول إمكانية تفشي “فيروس نيباه”، مع معدل وفيات يصل إلى 75٪، كخطورة جائحة كبيرة محتملة.
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة الوصول للدواء إن “فيروس نيباه مرض معدٍ آخر ناشئ يسبب قلقا كبيرا.. جائحة نيباه يمكن أن تهب في أي لحظة.. ويمكن أن يكون الوباء التالي عدوى مقاومة للأدوية”، كما نقلت جريدة الجارديان البريطانية.
يشار ان فيروس نيباه (NiV) اكتشف لأول مرة في عام 1999 بعد تفشي المرض في الخنازير والأشخاص في ماليزيا وسنغافورة، ونتج عنه وفاة أكثر من 100 شخص، وتسبب في تأثير اقتصادي كبير حيث قتل أكثر من مليون خنزير للمساعدة في السيطرة على تفشي المرض، حسب مركز الوقاية من الأمراض الأمريكي.