فرنسا تعطي درسا في المساواة السياسية بين الجنسين

أعطت فرنسا ليلة أمس درسا للعالم في المساواة بين الجنسين، بعد انتخاب عدد قياسي من النساء لعضوية البرلمان، في رد فعل إيجابي سريع على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون طرح قائمة متوازنة بين الجنسين لحزب الجمهورية إلى الأمام، الذي ينتمي له.

وحتى وقت متأخر من مساء الأحد تم انتخاب 156 نائبة في البرلمان، وهو عدد غير مسبوق، بينما لم يتحدد بعد مصير 148مقعدا.

وزاد تمثيل المرأة في البرلمان بشكل مطرد في فرنسا في الأعوام الماضية، إذ شهدت انتخابات عام 2012 وصول عدد قياسي بلغ 155 امرأة للبرلمان بنسبة 26.9 بالمئة، ارتفاعا من 18.5 بالمئة في انتخابات عام 2007، و12.3 بالمئة في انتخابات 2002.

وبالمقابل ففي المغرب رغم اعتماد نظام الكوتا (المحاصصة) عبر لائحة وطنية مخصصة للنساء في الانتخابات البرلمانية منذ 2002، لا تشكل النساء المغربيات اليوم سوى 17,3% من عدد البرلمانيين المغاربة، وهي أقل نسبة مقارنة مع الدول المجاورة للمغرب.

وولجت النساء المغربيات البرلمان المغربي سنة 1993 عبر نائبتين، وهو ما شكل 1% فقط من عدد البرلمانيين حينها (333)، لكن هذا العدد ارتفع إلى 35 نائبة (11%) بعد انتخابات 2002، ثم انخفض إلى 34 نائبة (10%) خلال انتخابات 2007.

أما عدد النساء في البرلمان الحالي فيبلغ 67 نائبة من أصل 395 هو عدد اعضاء البرلمان، أي بنسبة 17,3%، وتعتبر هذه النسبة الأقل مقارنة مع الجزائر (31,6%) وتونس (31%) وموريتانيا (25%).

الأستاذ العربي إيعيش عضو مركز الدراسات حول مساواة النوع والسياسات العمومية، علق على الموضوع واعتبر أن هذا التتويج نتيجة طبيعية لمسار الحياة الديمقراطية الفرنسية، والنضال الطويل للحركة النسائية منذ 1990 والذي توج بإعتماد قانون المناصفة سنه 2000.

أما حول التمثيلية النسائية في المغرب، أكد إيعيش أن الإنتخابات التشريعية لسنة 2017 أفرزت فقط %20،05 من النساء، بعد الرفع من كوته النساء إلى %60 بالمائة، وكذا إضافة الكوطة التي كانت مخصصة للشباب اصبحت مخصصة للشباب والشابات، ب 11 شابة على مستوى اللائحة الوطنية للشباب، و9 مقاعد على المستوى المحلي.

وإعتبر عضو مركز الدراسات حول مساواة النوع والسياسات العمومية، أن الإنتخابات الأخيرة كانت ستؤدي لنتائج “كارتية” على مستوى تمثيلية النساء، لولا مساهمة تمثيلية النقابات والباطرونا داخل مجلس المستشارين في الرفع من نسبتها، والذي ينص قانونه التنظيمي الداخلي بشكل صريح على إعتبار المناصفة في الترشيحات، لكن على مستوى مخرجات العملية الإنتخابة نجد فقط نسبة %10 من النساء في المجالس، نتيجة عدة عوامل أهمها أن النساء لا يوضعون على قوائم الترشيح…

وتبقى تمثيلية المرأة على النقيض من الرجال، في حكومات العصر الحديث، تمثيلية منخفضا وبسيطا، وذلك في معظم بلدان العالم. ومع ذلك، فأن هناك تزايدا ملحوظا في انتخاب المرأة سياسيا لتتولى مناصب رؤساء الدول وحكومات. وحاليا، فإن أكثر من 20 دولة في العالم لديها امرأة تحمل منصب رئيس حكومة وطنية، وتبلغ نسبة مشاركة المرأة عالميا في البرلمانات الوطنية ما يقرب من 20٪. وهناك عدد من البلدان تسعى لاستكشاف التدابير التي قد تزيد من مشاركة المرأة في الحكومة وذلك على جميع المستويات، من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد