فاجعة “قطار بوقنادل” الوجه الآخر للتضامن الإجتماعي للمغاربة

أعادت فاجعة إنحراف “قطار بولقنادل”، التي وقع صبيحة يوم أمس الثلاثاء 16 أكتوبر، إحياء زمن التضامن بين المغاربة، وكشفت بذلك عن أصالة الإنسان المغربي وروح التضامن والتأزر التي تسكن المغربي بطبعه.

معالم روح التضامن بدت منذ الساعات الأولى للحادث المأساوي ببوقنادل الذي خلف 8 وفيات و86 جريحا، 7 منهم في حالة حرجة، بعد ان هب مجموعة من ساكنة الجماعة لمد يد العون والمساعدة للجرحى والمصابين في الحادث.

وإستمرت وقائع “التضامن المجتمعي” لتبلغ ذروتها بعد ان هب مجموع من المواطنين لمراكز تحاقن الدم تفاعلا مع فاجعة انحراف القطار، حيث شهدت مجموعة من مركز تحاقن الدم، توافد أعداد كبيرة من المتبرعين الذين حجوا إليها من أجل التبرع بدمائهم لجرحى حادث قطار بوقنادل، تفاديا لأي نقص في الدم يمكن أن يحدث في جهة الرباط.

وتناسلت المبادرات الإنسانية بإطلاق شركة للنقل عبر تطبيق إلكتروني نداءها أنها ستوفر حافلة لنقل الركاب انطلاقاً من العاصمة الرباط نحو القنيطرة ابتداء من الخامسة مساء بـدرهم رمزي، وذلك بعد الاكتظاظ الذي شهدته محطات سيارات الأجرة بعد انقلاب القطار الرابط بين القنيطرة والرباط بجماعة بوقنادل، وفي السياق نفسه عجت صفحات الفيسبوك بنداءات لمواطنين سخروا سياراتهم الخاصة لنقل المسافرين بالمجان إلى وجهة سلا القنيطرة.

لقد أبانت فاجعة “قطار بوقنادل”، عن روح وقيم تضامنية راسخة تاريخيا ساهمت في الحفاظ على تماسك مجتمعنا المغربي نهلت من معين الدين الإسلامي وجسدتها ممارسات مجتمعية متنوعة وغنية، والتي شكك العديدون في استمرارها في ظل التغييرات التي مست المجتمع، التي أعادت تشكل قيم الفردانية والذاتية، لتعلن “فاجعة قطار الخليع” عن استمرار رواية “مزال الخير في المغاربة”.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد