غياب فني وازن عن جنازة الراحل محمد خدي: الوجه الآخر للمحاباة حتى مع الموتى
أسال غياب العديد من الفنانين المغاربة والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية عن جنازة الممثل المغربي الراحل مساء أمس الإثنين، الكثير من المداد، خاصة وأنه من جيل الرواد الذي أعطى الكثير للمسرح المغربي وترك رصيدا فنيا غنيا بالأعمال التي ستبقى خالدة في أذهان الجمهور المغربي.
الفنان الغيور على أب الفنون في المغرب، رحل في صمت، بعدما شخص وكتب وأخرج عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية الكوميدية والدرامية بالإضافة إلى الأفلام.
محمد خدي أسلم روحه إلى بارئها أياما قليلة، بعد وفاة فنانة أخرى من جيله، (جيل الرواد)، أمينة رشيد، مسدلا بذلك الستار على مسيرة إبداعية انطلقت في خمسينيات القرن الماضي.
جنازة أمينة رشيد: حضور وازن وموكب جنائزي مهيب
يوم الثلاثاء 27 غشت 2019، حضر جنازة الفنانة الراحلة أمينة رشيد عدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية بمدينة الدار البيضاء، علق عليها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوها بـ “الجنازة المهيبة”، فيما علق أحدهم على الموكب الجنائزي للراحلة أمينة رشيد قائلا: “بلاما نهضرو علي الفنانة لي ساقو لخبار لحضور الشخصيات وجاو بالعرام أكثر من 30 فنان وممثل زيادة علي أكثر من 20 قناة والصحافة والمواقع الإلكترونية حيث تحولت الجنازة إلى أخد التصريحات ديال الحضور الوازن” ……
جنازة محمد خدي: صمت وسكون
جنازة الفنان محمد خدي التي أقيمت بمدينة سلا مساء الاثنين 2 شتنبر 2019، حضرها أبنائه وأهله وأصدقائه، وبعض جيرانه، إضافة إلى حضور فني باهت لم يكن متوقعا.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن استغرابهم من غياب الفنانين لتشييع جثمان زميلهم إلى مثواه الأخير، حيث علق أحد النشطاء قائلا: “فالحقيقة عيييت نقلب علي تفسير لهادشي لي واقع… جوج ديال الفنانة ماتوا في أسبوع واحد واشتاغلوا فميدان واحد فما الفرق إذا ولما كل هذه المحاباة حتي مع الأموات… ؟؟
– إذا كان لذلك علاقة بالرصيد الفني.. فمحمد خدي من رواد السينما والمسرح المغربي، من خلال أعماله في مجال التمثيل والإخراج والتأليف المسرحي…..
-إذا كان لذلك علاقة بالرصيد الأخلاقي.. فمحمد خدي له من الأخلاق مايجعلنا نقف تقديرا واحتراما لشخصه في حياته قبل الوقوف إحتراما علي جثته لتوديعه …
وختم تدوينته بالترحم على روح الفقيدين بقوله: رحم الله الفقيدين “أمينة رشيد ومحمد خدي”….
فنانة تعلق على ما حدث: “ليس لهم في اتباع جنازتك مصلحة”
الممثلة المغربية الشابة حسناء مومني، علقت على الغياب الغير المتوقع للفنانين في الموكب الجنائزي للراحل محمد خدي قائلة في تدوينة لها على حسابها الشخصي بـ”الفايسبوك” قائلة: ” لا حول ولا قوة إلا بالله.. أينكم يا من تدعون الرأفة والرحمة والإحسان إلى الناس و…و…وتقاو الله? الله يرحمك أ سي محمد خدي ربما ليس لهم في اتباع جنازتك مصلحة”.
جنازات لرواد الفن المغربي خلال 2019: التمييز سيد الموقف
خلال عام 2019، غادر إلى دار البقاء عدد من الفنانين المغاربة الرواد الذين بصموا على مسار حافل بالعطاء وتركوا سجلا غنيا بالأعمال المشرفة سواء كانت مسرحية أم تلفزيونية أم سينمائية، لكن جنازتهم اتسمت بالحضور الوازن للفنانين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جنازتي الراحلين عزيز موهوب والمحجوب الراجي.
إلا أن فئة أخرى من الممثلين الرواد لم تحظى بنفس المعاملة رغم عطاءاتهم الفنية الغزيرة خلال مسارهم الفني، أبرزهم الممثل الراحل عبدالله العمراني الذي عرفت جنازته غياب شبه كلي لزملائه الفنانين وفي عز شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران.
النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: محاباة وانتقائية
من المعلوم أن إحداث أي نقابة معينة هدفها الأساسي والرئيسي هو الدفاع عن مصالح الطبقة الشغيلة في أي مجال من المجالات، والغاية التي أحدثت من أجلها النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية هي الدفاع عن مصالح الفنانين والنهوض بأوضاعهم الاجتماعية وحمايتهم نظرا لطبيعة المهنة التي تتميز بعدم انتظام الدخل عن طريق عدد من البرامج والمخططات كبرنامج “اعتبار” الذي جاء من أجل تحسين الظروف الاجتماعية للفنانين المغاربة بالدار البيضاء.
لماذا لا تعمم هذه المبادرة على جميع فناني باقي المدن حتى يستفيد من له الحق في الاستفادة؟ وبم يفسر غياب النقابة عن تشييع جنازة فنان والحضور لأخرى؟رغم أن هذا سلوك إنساني محض تسقط فيه جميع الاعتبارات بعيدا عن كل أشكال المحاباة والانتقائية وتغليب المصالح لأن في آخر المطاف الفنان كرس معظم فترات حياته في بذل مجهوده للإبداع، والفنانون سواسية مع بعضهم البعض بغض النظر عن جميع الاعتبارات أخرى.