العلاقة بين المغرب والجزائر تشبه مباراة من طرف واحد، حيث يصرّ النظام الجزائري على لعب دور الخصم الحاقد، بينما المغرب مشغول ببناء مستقبله. ليست المشكلة في الشعوب التي تتفاهم بطبيعتها، بل في عقلية رسمية مصابة بـ”متلازمة المغرب”، تجعلها ترى في كل نجاح مغربي كارثة شخصية تستوجب الرد بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك عبر تصرفات هزلية لا يقبلها لا منطق ولا عقل، مثل ماتقوم به جارتنا التي حشرنا الله معها حين تصر على مراقبة كل شخص يزور المغرب لتقطع معه علاقتها وهو الأمر الذي يبدوا مضحكا ولا يصدق ولكن هذه هي الحقيقة، دولة تسخر مجهوداتها لتراقب حدودنا الترابية والجوية حتى تعاقب من سولت له نفسه زيارة بلادنا من طرف الأشقاء العرب.
البعض من الزملاء الاعلاميين الذين زاروا بلادنا سواء للسياحة أو للشغل، أو من يكتب عن المغرب بشكل مهني كيفما كان نوع الخبر تنصب لهم المشانق الجزائرية سواء بالاتصال بهم مباشرة أو بمؤسسات بلدانهم وهذا أمر يبعث على الضحك
ما الذي يدفع دولة بحجم الجزائر، بمؤسساتها وسفاراتها، إلى هذا السلوك الطفولي؟ لماذا يحمل النظام الجزائري هذا الكم الهائل من الحقد تجاه كل ما يتعلق بالمغرب؟ لو كان الأمر متعلقاً بالخلافات السياسية، لكان بالإمكان فهم ذلك في إطار الصراع الدبلوماسي العادي، لكن أن يصل الحقد إلى حد فرض القطيعة على مستوى العلاقات الشخصية، فهذا يعكس أزمة نفسية أكثر من كونه موقفاً سياسياً.
هذا الحقد ليس مجرد ممارسات فردية أو مواقف دبلوماسية شاذة، بل هو سياسة ممنهجة تعكسها الصحافة الجزائرية بشكل يومي. ففي كل مناسبة، يحاول الإعلام الجزائري التقليل من شأن المغرب بنشر الأكاذيب والتلفيقات التي لا أساس لها من الصحة.
مؤخراً، خرجت علينا بعض الصحف الجزائرية بادعاء مثير للسخرية، مفاده أن المغرب لا يمتلك ما يكفي من رؤوس الماشية لأضحية العيد، وذلك لأنه بلد فقير! يبدو أن كُتاب هذه الصحف ينسون أو يتناسون الحقائق والأرقام التي تثبت عكس ذلك. فوفقاً للإحصائيات، فإن نصيب الفرد من اللحوم الحمراء في المغرب يبلغ حوالي 17 كيلوغراماً سنوياً، بينما في الجزائر يصل إلى 12.34 كيلوغراماً للفرد سنوياً.
إن مقارنة بسيطة بين مستوى الإنتاج الفلاحي في المغرب والجزائر تُظهر مدى تفوق المغرب في هذا المجال، سواء من حيث الإنتاج الحيواني أو الزراعي، رغم قلة الموارد الطبيعية مقارنة بالجزائر التي تمتلك احتياطات هائلة من النفط والغاز. الفرق بين البلدين هو أن المغرب يعتمد على التخطيط والإصلاحات، بينما يعيش الاقتصاد الجزائري رهينة لعائدات النفط، وعندما تنخفض الأسعار، تظهر هشاشة النموذج الاقتصادي الجزائري بوضوح.
قد يسأل البعض: لماذا كل هذا العداء الجزائري تجاه المغرب؟ السبب الرئيسي هو أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو التنمية والتقدم، في حين أن النظام الجزائري يعيش في حالة من الجمود والتراجع. هذا الفارق في الأداء يخلق شعوراً بالحسد لدى القيادة الجزائرية، التي تدرك أن المغرب أصبح نموذجاً يُحتذى به في أفريقيا والعالم العربي، بينما هي لا تزال عالقة في أزماتها الداخلية وصراعاتها السياسية.
المغرب لم يختر أن يكون في مواجهة مع الجزائر، بل على العكس، ظل المغرب يقدم يده للصلح مراراً وتكراراً، لكن النظام الجزائري يرفض أي تقارب، لأنه يعلم أن أي تقارب سيكشف فشله ويضعه في مواجهة حقيقية مع شعبه الذي يستحق حكومة تفكر في مستقبله بدلاً من التفرغ لحياكة المؤامرات ضد جيرانه.
ما يفعله النظام الجزائري تجاه المغرب ليس مجرد صراع دبلوماسي، بل هو حالة مرضية من الحقد والحسد، تجعل الجزائر تنفق الملايين في حملات التشويه، بدلاً من الاستثمار في تنمية بلدها. المغرب سيظل ماضياً في طريقه نحو التطور والازدهار، ولن يضيره نباح الإعلام الجزائري ولا مواقف دبلوماسييه المتشنجة. وكما يقول المثل: “القافلة تسير…”.
حجيبة ماءالعينين