يحتفل المغرب بعيد العرش كل عام في الثلاثين من يوليوز، وهو اليوم الذي يخلد ذكرى تولي الملك محمد السادس عرش المملكة. يمثل هذا اليوم مناسبة للتفكير في إنجازات المملكة وتطلعها نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
هذا العام، كان الاحتفال بعيد العرش مميزًا وله طعم خاص بالنسبة للجسم الصحافي خصوصا بسبب العفو الملكي الذي أصدره الملك محمد السادس، والذي شمل العديد من زملائنا هذه المبادرة تعكس الإنسانية والرحمة التي تميز جلالة الملك، كما تعزز روح المصالحة والعدالة في المملكة.
لقد كان العفو الملكي خطوة هامة في مسيرة المغرب نحو تعزيز العدالة والإصلاح. يعكس هذا القرار رغبة الملك في إعطاء فرصة جديدة للمشمولين بالعفو للاندماج من جديد في المجتمع والمساهمة في بناء الوطن. كما يعزز هذا العفو مناخ الثقة بين المواطنين والمؤسسات، ويؤكد التزام المملكة بتحقيق العدالة الاجتماعية والتضامن. من جهة أخرى، شهدت العلاقات المغربية الفرنسية تطورًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه الواضح لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كإطار لحل قضية الصحراء المغربية. في تصريحاته، أكد ماكرون أن هذا المخطط يشكل “الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه”، تماشيًا مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذا الموقف الفرنسي يعكس دعمًا دوليًا متزايدًا للمغرب في قضيته الوطنية، ويعزز من مكانة المغرب كدولة رائدة في المنطقة.
في السنوات الأخيرة، شهد المغرب تقدمًا اقتصاديًا ملحوظًا بفضل السياسات الرشيدة للملك محمد السادس، فقد استثمر المغرب بشكل كبير في تطوير بنيته التحتية، مما ساهم في تحسين شبكة الطرق والمواصلات والموانئ والمطارات. مشروع ميناء طنجة المتوسط هو مثال بارز على هذه الاستثمارات، حيث أصبح واحدًا من أكبر وأهم الموانئ في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا. أصبح المغرب رائدًا في مجال الطاقة المتجددة، حيث أطلق مشاريع ضخمة مثل محطة نور للطاقة الشمسية في ورزازات، والتي تعد من أكبر المحطات الشمسية في العالم. تسهم هذه المشاريع في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة البيئية.
عمل المغرب على تحسين نظام التعليم والتكوين المهني لتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي. مبادرات مثل “المدارس العليا للمهندسين” و”مراكز التكوين المهني” تهدف إلى توفير تعليم عالي الجودة وإعداد الكفاءات الوطنية للمستقبل. كما نجح المغرب في جذب استثمارات أجنبية كبيرة بفضل مناخ الأعمال المستقر والإصلاحات الاقتصادية المستمرة. قطاع السيارات، على سبيل المثال، شهد نمواً كبيراً مع استقرار شركات عالمية مثل “رينو” و”بيجو” في المملكة. تطورت الصناعة الزراعية في المغرب بشكل ملحوظ، حيث أصبح البلد واحداً من أكبر المصدرين للمنتجات الزراعية في المنطقة. مبادرات مثل “مخطط المغرب الأخضر” ساهمت في تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات الزراعية. ويظل قطاع السياحة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي، حيث يستقطب ملايين الزوار سنويًا بفضل تنوعه الثقافي والجغرافي واحتفاظه بتراث غني.
إن احتفال المغرب بعيد العرش يعكس التقدم المستمر للمملكة في مختلف المجالات، ويؤكد التزام الملك محمد السادس بمواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير. العفو الملكي والدعم الفرنسي لمخطط الحكم الذاتي يشكلان مثالين على التزام المغرب ومضيه قدما لتحقيق أهدافه المسطرة سواء على المستوى الداخلي والخارجي.
كتبت : حجيبة ماء العينين