عودة الى مذبحة إمليل

جفت الأقلام أو كادت،بعد أن أتت على الأخضر واليابس من صفحات الجرائد المكتوبة والمرقونة، وبحت الحناجر في القنوات الإذاعية والتلفزية بعد أن كانت هذه وتلك طيلة الأيام الماضيةتحلل وتناقش أسباب ومسببات مذبحة إمليل(شمهروش)بنواحي مراكش .وما تبعها من استنكار عارم داخل المملكة وخارجها لهذا الفعل الإجرامي الخطير.

تجمع مختلف الروايات الشعبية والرسمية، على أن ما وقع للسائحتين الاسكندنافيتين بالحوز عمل مرفوض، ولا ينسجم مع قيمنا وتقاليدنا، وأن هذا الحادث هو عمل إرهابي بجميع المقاييس.

قرأت شخصيا الكثير مما قيل عن تلك المأساة التي اقشعرت لها الأبدان وارتعدت لها الفرائص، وسأقف تحديدا عند بعض مما صرح به وزير الداخلية عبد الواحد لفتيت وهو يستعرض يوم الإثنين الماضي بمجلس النواب خلفيات الحادث الإرهابي إذ يقول:

إن الجريمة الإرهابية التي شهدتها منطقة الحوز أثبتت بما لا يدع مجالا للشك جدية وصوابية قناعاتنا جميعا بأن الوطن في مواجهة دائمة مع التهديدات الإرهابية، فما كان يؤرقنا قد وقع بالفعل….الخ.

استوقفني كذلك ماذكرته إحدى الصحف الوطنية وهي تكتب عن الرواية الكاملة للمذبحة من (أن السائحتين قررتا مغادرة المأوى الذيكانتا به صوب(شمهروش)وهو القرار نفسه الذي اتخذه الارهابيون بحكم أنه يعد الممر الرئيسي للسياح الراغبين في الصعود إلى جبل توبقال او التوجه إلى قرية(أرمد)ومن ثم الى إمليل ومراكش وبالتالي استهداف أي سائح حل بالمنطقة وحيدا ودون مرشد سياحي،وب(شمهروش)التقى الإرهابيون الثلاث بالسائحتين،وبعد أن تأكدوا أنهما دون حماية قرروا تصفيتهما،إذ ظلوا بالمنطقة يراقبون تحركاتهما إلى أن غادرتا المكان بعد صلاة العصر).

ما رغبت إليه من خلال سرد ماتمت الإشارة إليه هو:

أولا : بقدر ما نحيي الجهات الامنية الساهرة على امننا داخليا وخارجيا بجميع تلاوينها وأطيافها على تعاطيهم الحازم والصارم مع ماحصل بقدر ماندق ناقوس الخطر لما تعاني منه الهوامش من غياب يكاد يكون تاما نظرا لضعف المراقبة الأمنية مقارنة مع ماتشهده المدن والحواضر اذ لو كانت هناك مراقبة أمنية خاصة على المناطق السياحية والممرات الرئيسية للسياح الراغبين في الصعود أو التوجه الى مناطق سياحية لما وقع ماوقع اذ لايعقل أن تبقى أماكنة مفضلة للسياح المغاربة والاجانب مرتعا خصبا للمتطرفين والمجرمين والارهابيين بعيدة كل البعد عن أعين وكاميرات ومراقبة الجهات الأمنية، خاصة والجريمة وقعت على بعد ايام قليلة من الاحتفالات براس السنة الميلادية.

ثانيا : ماوقع في منطقة امليل مع خطورته وبشاعته وتأثيره السيء على سمعة البلد والسياحة فإنه لايحجب عنا حقيقة يجب ان لاتغيب عن أذهاننا ولايحجبها هول وفظاعة المأساة وهي قوة ويقظة أذرعنا الامنية، اذ لولا يقظتها وماراكمته من تجارب لكانت هذه المأساة بالسلاح الناري وليس بالسلاح الأبيض على غرار مانلاحظه في الكثير من الدول التي تتعرض بين الفينة والأخرى لعمليات ارهابية مماثلة وبأحدث الأسلحة النارية وأشدها فتكا، إن هذا الحزم والصرامة واليقظة هو الذي دفع بالارهابيين الى القيام بما قاموا به بوسائل تقليدية بسيطة متاحة للعموم ومن مصادر غير متوقعة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد