عندما “يتبغرر” التعليم

كما العادة في كل دخول مدرسي جديد يكثر الحديث عن مناهجنا التعليمية, ولكن يبدو ان هذه السنة تختلف كثيرا عن سابقاتها ربما لان الكأس فاضت ولم تعد قادرة على تحمل المزيد من التقهقر الذي تعيشه منظومتنا التعليمية، وربما لأن القائمين على هذا المجال قد تمادوا في جعل التعليم ببلادنا معضلة حقيقية يعاني منها المغاربة بشكل كبير.

ان ما نتحدث عنه اليوم في اطار ما أصبح يطلق عليه “بغررة المناهج” هو فقط نقطة في بحر المآسي التي يعاني منها التعليم في بلادنا، حيث أصبح يعيش تراجعا مخزيا ومؤلما، ويظهر ذلك في الاحصائيات التي نجد انفسنا في أسفل ترتيبها غالبا، وهو أمر يجعل مستقبل ابنائنا على كف عفريت ويضع علامة استفهام كبيرة حول هذا المستقبل الذي يلفه الغموض.
ورغم ارتفاع اصوات تنادي باستقالة وزير التعليم الا ان هذا الأمر لن يغير شيئا في ظل وجود تراكمات عديدة، ومناهج عقيمة تعاقب العديد من الوزراء على ترسيخها، المشكل ليس في شخص واحد هناك، المشكلة اكبر من شخص وحتى من وزارة.

يسودإحساس عام، بأن هناك من يتلاعب بواحد من أهم القطاعات الوطنية الأساسية، وإلا فكيف يمكن تفسير هذه التراجعات سنة بعد سنة.

أ ما زال هناك شك في كوّن البلدان تتقدم بتقدم برامج تعليمها، وأن الاهتمام يبدأ منذ التعليم الأساسي. حيث يتم التعامل بقدر كبير من الاهتمام بالبرامج التعليمية والمقررات الدراسية والطرق البيداغوجية، للرفع من مستوى العلاقة الناجحة بين مختلف مكونات الهيئات التعليمية من معلمين وتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية. لأنهم يعرفون بأنها بذور ستؤتي أكلها ونجاحها على مستويات عدة من شأنها العمل على تطوير الإمكانيات البشرية والرفع من مستوى الانتاج والعمل في مختلف الميادين بما يحقق التقدم والرقي والرخاء…فأين نحن من كل هذا؟ وهل عندنا نظرة مستقبلية لشيء كهذا ؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد