على ضوء تقرير جديد حول الهواتف الذكية..ناجية أديب: الأطفال المغاربة في خطر

كشفت نتائج بحث جديد أجرته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، أن نسبة 92,4 في المائة من الأفراد البالغين أكثر من خمس سنوات يتوفرون على هاتف ذكي، نتائج تكشف على أن نسبة مهمة من الأطفال أصبح من المعتاد الآن تمكينها من الهواتف المحمولة في سن مبكر، بل في بعض الأحيان إلى أقل من الخمس سنوات، حيث يلجأ الآباء والأمهات إلى إعطاء الموبايل للطفل لمشاهدة بعض الفيديوهات أو ممارسة بعض الألعاب، ولكن هل هذا آمن؟

اكدت ناجية اديب رئيسة “جمعية ما تقيسش ولادي” ان ركون بعض الآباء والأمهات إلى إعطاء الهواتف الذكية لأطفالهم يشكل خطرا حقيقيا على سلامة النمو الطبيعي والإجتماعي للأطفال، حيث يتسبب التمكين المستمر للأطفال من  الأجهزة الذكية في بطء التطور الاجتماعي والعاطفي لديهم، كتأخر النطق، وتراجع مهاراتهم الاجتماعية، كما يتسبب هذا التمكين في زيادة العدوانية والعنف عند عدد منهم بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية القتالية أو بأي برامج أو فيديوهات يتابعونها بشكل مستمر على أجهزتهم الذكية.

وأضافت اديب أن وجود الجهاز الذكي مع الطفل أو المراهق بشكل مستمر يجعله على اتصال دائم بالإنترنت في كل الأوقات، مما يمنحه القدرة على الوصول إلى أي نوع من أنواع المحتوى غير الملائم، كالمواقع الإباحية والفيديوهات الداعية إلى العنف والألعاب الخطيرة المسببة للإدمان، إضافة إلى التواصل مع الغرباء والشخصيات غير المرغوب بها، والدخول في علاقات تعارف غير مأمونة مع أصدقاء إفتراضيين قد يشكلون خطرا على حياة الأطفال، من خلال محاولة التغرير بهم وإصطيادهم من اجل الدخول في علاقات مشبوهة (البيدوفيلي مثلا).

وكانت دراسة أجريت في أواخر العام الماضي بعنوان “الإدمان الرقمي زيادة الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب”،قد أظهرت أن استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يكون مشابهًا لأنواع أخرى من تعاطي المخدرات، وقال إريك بيبير، أستاذ التربية الصحية بجامعة سان فرانسيسكو الحكومية: “يبدأ الإدمان السلوكي لاستخدام الهاتف الذكي في تكوين روابط عصبية في الدماغ بطرق مماثلة لكيفية تعاطي إدمان المواد الأفيونية من قبل الأشخاص الذين يتناولون أوكسيكونتين لتخفيف الآلام – تدريجياً”.

كما أشارت دراسة نُشرت في دورية Preventive Medicine Reports في عام 2018 إلى أن قضاء وقت طويل في ممارسة الألعاب الإلكترونية، واستخدام الهواتف الذكية، ومشاهدة التلفاز يرتبط بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب المُشخصيْن لدى الأطفال منذ عمر السنتين.

وحتى بعد قضاء ساعة واحدة أمام شاشة في اليوم، قد يبدأ الأطفال والمراهقون في خسارة فضولهم، وتحكمهم بأنفسهم، واستقرارهم العاطفي، وقدرتهم على إنجاز المهام، هذا بحسب الباحثيْن جاين توينج ودبليو كيث كامبل.

وفي هذا الإطار دعت رئيسة “جمعية ما تقيسش ولادي” على ان  الآباء والأمهات اصبحوا مطالبين أكثر من اي وقت مضى بالتحكم في استخدام أطفالهما للهواتف الذكية، وأن يفكرا مرتين قبل شرائها لهم لأن خطرها أصبح أكبر مما يعتقدون.

يذكر ان الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في نتائج بحثها الميداني السنوي حول مؤشرات تكنولوجيا الإعلام والاتصال لدى الأسر والأفراد برسم 2018،قد كشفت على أن معدل الأفراد المتوفرين على هاتف محمول في أسرة واحدة يصل إلى 3,9 أفراد، كما أن 92,4 في المائة، وان من الأفراد البالغين أكثر من خمس سنوات يتوفرون على هاتف ذكي، و75,7 في المائة من الأفراد المتوفرين على هاتف محمول يتوفرون على هاتف ذكي. أي ما يعادل 22,5 مليون فرد. ويسجل هذا الرقم ارتفاعا يقدر بـ 1,2 مليون خلال سنة. كما يسجل هذا المؤشر نموا يقدر بـ 26 في المائة سنويا خلال السبع السنوات الأخيرة.

وأضافت الوكالة أن الأفراد بين 5 سنوات و39 سنة يعتبرون الأكثر تجهيزا بالهاتف الذكي بنسبة تتراوح بين 80 و88 في المائة، وتستعمل نسبة كبيرة من الأفراد المتوفرين على هاتف ذكي التطبيقات المحمولة 94,7 في المائة، ويخص هذا الاستعمال الأفراد المقيمين بالوسطين الحضري والقروي على حد سواء، و79 في المائة من الشباب بين 12 و24 سنة يستعملون التطبيقات المحمولة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد