يعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، ومناسبة للإحتفال والفرح بافول سنة هجرية وقدوم أخرى، وإخراج زكاة الحول، إلأ أن براءة وثقوى هذا اليوم تخفي وراءها عالما وطقوسا تفتح باب الخفي والممنوع، من خلال طقوس السحر والشعودة.
في محاولة لتقريب هذا العالم من قرائنا الأعزاء وفتح باب المسكوت عنه، طرقت المصدر ميديا باب الحاجة حليمة، العجوز ذات 70 سنة، التي تحكي لنا عن عالم السحر والشعودة أيام عاشوراء.
بكلمات سحرية فتحت الحاجة حليمة أبواب العالم الغامض، وهي تروي قصص كيد النساء، وجهل الرجال، وهي تعلن ليلة عاشوراء ليلة “حضر التجوال”، بكلمة ” الله يهدي ما خلق” بدأت الرواية، وإنفتحت معها عوالم مظلمة من السحر الأسود التي تمارسه بعض النسوة والمشعودين، الذين يجدونها فرصة لدس تمائم وإلقاء بها في نار “شعالة” وسط لعب ولا مبالاة الصغار، حيث تستغل بعض النساء الفرصة للسحر لأزواجها، وتتخذها بعض الفتيات العوانس فرصة للتخلص من “التقاف” أو “التابعة”، وطرد “الحظ العثر” …
وبهممات وكلمات عالم الجن، فتحث “مي حليمة” أبواب المسكوت، وبدات تفاصيل اللامفهوم تصير مفهومة، فمن اجل التفرقة بين الزوجين بأخذ الشخص الراغب في التفريق بين زوجين بأخذ التراب من تحت القدم اليمنى للزوج ويتلو عليه أسماء زعماء الجن (ميمون، البرقان، شمهروش الأحمر) سبعمائة مرة مع قراءة الآية الكريمة ﴿يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الألباب﴾ ويستعمل هذا التراب في الأكل أو ممزوجا بشراب يسقى منه الزوجين وما هي إلا مدة قصيرة حتى تحدث المشاكل ويحدث الانفصال وفي مقابل هذا كثرت وصفات الجمع أو تقوية العلاقة بين الزوجين يوم عاشوراء وتحقيق “القبول” حيث تأخذ ثمرة مفروغة النواة وتوضع داخلها شعرة من رأس الشخص المرغوب ودفنها في مكان لا تطأه الأفدام وكلما تحللت الثمرة في التربة واستخرجت مكوناتها، إلا وازداد معها قرب الشخص المرغوب.
إن مثل هذه الممارسات ليست حكرا على النساء فقط، حيث نجد من بينها تلك التي يعتمدها الرجال لإخضاع زوجاتهم بطريقة عمياء، من خلال أخذ أظفارهم وأظفارهن وحرقها ثم تقديم رمادها للزوجة مخلوطة بسائل أو غسل الزوج قدميه وسقي زوجته منه.
لقد تنوعت وتعددت الوصفات السحرية وخاصة ليلة عاشوراء لنصل إلى حد إستغلال الكلام، والكلام الموزون [نادت على فلان ولد فلانة بالوحش والغمة من وحشي بكى ومن وحشي شكى ومن وحشي طرطف السلاسل وجا].
عالم غريب تتحد فيه الماورائيات بعالم الواقع المسكوت، لتصنع جدلا يسكن المخيال الجماعي للمغاربة، ويسائل العلم والعلماء، عن حقيقة عالم السحر والشعودة.