ظروف عصيبة وأجواء استثنائية تطغى على مناسبة عيد الأضحى لهذا العام بسبب “كورونا”

أجواء مختلفة واستثنائية، تلك التي تعيشها الأسر المغربية خلال عيد الأضحى لهذه السنة في ظل التخوفات والتوجسات السائدة من خطر تفشي وباء فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19).

ولا زالت العديد من الأسر تعاني من تبعات الأزمة الاقتصادية المترتبة عن الجائحة، سيما ذات الدخل المحدود والتي لها مورد عيش واحد، خصوصا في مناسبة عيد الأضحى، وما تتطلبه هذه من تكاليف باهظة مرتبطة باقتناء الأضحية وغيرها من المستلزمات التي تخص إحياء هذه الشعيرة الدينية.

طارق، مواطن يشتغل في شركة للأمن الخاص، يقول لـ “المصدر ميديا”: “عيد الأضحى لهذا العام سيمر في ظروف وأجواء خاصة ليست كالتي ألفناها من قبل بسبب تبعات (كوفيد 19)، مجموعة من الأسر رضخت لأمر الواقع ووجدوا أنفسهم بدون دخل بسبب توقف الأنشطة خلال فترة الحجر الصحي”، مضيفا إلى قوله:” واخا المساعدات لي عطات الدولة للناس لي عندهوم ولي ماعندهومش راميد راه ما كافياش باش الإنسان يشري باش يعيد”.

وقال مواطن آخر فضل عدم الكشف عن هويته، “أنا ما يمكنش ما نعيدش واخا ظروفي صعيبة مع هاد الجايحة، تانتقاتل وتانقص من المصروف اليومي ديالي باش نقدر نوفر ثمن الخروف لي نعيد بيه مع أسرتي ووليداتي”.

فيما ذهب سمير، الذي يشتغل كنادل في مقهى بسلا إلى القول: “لن أستطيع توفير مصاريف العيد لهذا العام بحكم ظروفي القاسية جدا بسبب الحجر الصحي الذي ألزمنا البيوت لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر بسبب تفشي الوباء”، وزاد قائلا: “3 أشهر ما خدمت ومادخلت حتى درهم فيها، كنت جامع شي بركة صرفتها فرمضان والعيد الصغير، ماستافدتش من دعم الدولة وياله رجعت نخدم من بعد ما تحلو القهاوي وصعيب نعيد فهاد الظروف”.

وتحظى مناسبة عيد الأضحى المبارك بمكانة خاصة عند الأسر المغربية، نظرا لدلالتها الرمزية والدينية وكذا الاجتماعية، والتي يكون محورها الأساسي الأضحية التي أصبحت في ظل الظروف المرتبطة بجائحة “كورونا” صعبة المنال على العديد من العائلات ذات الدخل الجد محدود.

أزمة وباء فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19)، حولت عيد الأضحى من مناسبة دينية يسودها الفرح والبهجة والسرور، إلى أخرى بطابع الحزن والتعاسة في ظل الواقع المعيشي للعديد من الأسر التي تجد صعوبة بالغة بسبب عدم القدرة على الادخار لتوفير مصاريف شراء الأضحية.

وكانت المندوبية السامية للتخطيط، قد كشفت في تقرير لها حول تتبع نمط عيش الأسر تحت وطأة الحجر الصحي، أن 34 في المائة من الأسر المغربية لا تحصل على مصدر دخل بسبب الحجر الصحي، مضيفا أن نسبة هذه الأسر تصل إلى 44 في المائة بالنسبة للأسر الفقيرة، و42 في المائة بالنسبة للأسر التي تعيش في مساكن عشوائية.

وأشار التقرير إلى أن 14 في المائة من الأسر في البلاد استدانت، من أجل الاستجابة لنفقاتها الجارية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد