تشهد ظاهرة التسول تزايدا ملحوظا كلما حل شهر رمضان، ويكثر معها إستجداء تعاطف المسلمين من أناس يستغلون حرمة هذا الشهر الأبرك، ليحترفوا التسول بغرض الربح والكسب المضاعف،
المصدر ميديا فتحت أبواب ظاهرة “التسول في رمضان” وسألت وتساءلت عن دواعي وأسباب قيام هذه العلاقة المتوثرة والشاذة بين هذا الشهر وقدسية عباداته، وإصطفاف أناس في الجهة المقابلة لتحريك ظواهر طلب التعاطف وإدعاء قلة الحاجة خاصة في الساحات العامة والمساجد والأسواق وأماكن التعبد، مستغلين بذلك حرمة هذا الشهر الفضيل.
ظاهرة التسول في رمضان تشويه للحياة العامة وإستغلال لحرمة شهر كريم
إستنكر عبد الوهاب الرفيقي المعروف بلقب (أبو حفص) الباحث في الدراسات الإسلامية، ما اسماه بـ”تشويه الحياة العامة” من خلال تبني سلوكات لا اخلاقية والإنخراط في ظاهرة التسول خلال شهر رمضان استجداءا للتعاطف وإستغلالا لحرمة الشهر الكريم.
وأكد الرفيقي، في تصريح للمصدر ميديا، أن ظاهرة التسول، ليست ظاهرة خاصة برمضان، بل هي ظاهرة تكثر في جميع المناسبات الدينية، مستغلة الجو العام الموسوم بطابع الروحانية والإيمان والإحسان، عبر تحريك العاطفة الدينية التي تكثر خلال المناسبات الدينية من اجل مآرب خاصة.
وأضاف أبو حفص، قائلا: “صحيح ان رمضان شهر الإحسان والجود، لكن هناك طرق كثيرة يمكن للإنسان ان يحسن عبرها ويعيل فيها الغير دون أن يكون هناك تعامل مع تلك الأصناف التي تشوه الحياة العامة وتستغل حرمة مناسبات وأشهر دينية”.
ودعا الرفيقي الجهات المسؤولة إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة بحزم، والضرب بيد من حديد على كل من تخول له نفسه التلاعب بمشاعر المسلمين وحرمة الشهر الكريم.
المتمسك: ظاهرة التسول في رمضان إستغلال للتعاطف الديني
أكد أحمد المتمسك، أستاذ جامعي وباحث في علم الاجتماع، أن أسباب تفشي ظاهرة التسول في رمضان وإستغلال هؤلاء المتسولين لتعاطف المغاربة خلال هذا الشهر، تجد اسبابها في التحول القائم أو الاستناد الحاد للمتسولين خلال شهر رمضان على آليات عمل ترتبط بالمزج بين المعطى العاطفي للظاهرة المرتبط بالعجز والفاقة، والمعطى الديني المرتبط بالثواب والأجر الذي سيناله المتعاطف والمقدم ليد المساعدة خلال هذا الشهر.
واوضح المتمسك، للمصدر ميديا، أن ظاهرة التسول ظاهرة منظمة، على طول السنة تحركها شبكات تضع القواعد والأماكن للمتسولين داخل تنظيم للإغتناء على حساب إنسانية المغاربة وتعاطفهم الديني، عبر إعتماد أساليب عمل قائمة على أسلوب “العاهات المفتعلة”، وإستغلال التكافل الديني/الإجتماعي المدفوع برغبة نيل الأجر والثواب الأخروي (الأجر في الآخرة)، من خلال خطاب ديني/عاطفي مناسباتي يكثر ويزدهر خلال شهر الصيام والقيام.
لتبقى ظاهرة التسول في رمضان ذات خصوصية تفرضها تحولات لها إرتباط وثيق بالإلتزام الديني خلال شهر رمضان الممزوج بكرم المغاربة ووقوفهم إلى جانب بعضهم في الأزمة والفاقة والحاجة، يجد فيها المتسولون وشبكاتهم فرصة لتحقيق الإغتناء السريع على حساب التعاطف والتماسك الإجتماعيين/الدينيين للمغاربة.