طانطان مدينة العبور المهمشة

انتهى موسم الطانطان المصنف ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية بهدف المحافظة عليه.

ورغم غياب ملامح واضحة للمحافظة على هذا التراث، الا انه بشكل او بآخر، يمكن أن يكون دفعة مهمة لعجلة التنمية ومن هنا ولدت آمال السكان بأن يتحقق ذلك، وأن يكون مناسبة لتسليط الضوء على مدينة تعاني كل انواع الإقصاء والتهميش.

الطانطان مدينة العبور التي تنام السنة باكملها لتنهض فجأة على ايقاع مهرجان كتب لها ان تحتضنه كل سنة دون أن يعبر بها نحو مايصبوا اليه سكانها.

ما الذي يضيفه هذا الموسم، لمدينة لاتزال تعاني من بنية تحتية مهترئة، وغياب تام لكل مرافق الحياة الضرورية؟

الزائر لمدينة الطانطان يشعر انه يزور مدينة لا حياة فيها، تفتقد لكل مايمكن ان يجذب الانسان العادي فكيف بالسائح الذي يبحث عن مرافق خاصة، وفنادق مصنفة، وساحات خضراء، ومطاعم جيدة وطرق معبدة، وألوان مبهجة…؟

لا وجود لحياة من هذا النوع في مدينة يأتيها مهرجان محمل بكل معداته، يبحث لضيوفه عن سبل للمتعة خارج أسوارها، متعللا بمتعة منظر الاغراد والجو الجميل في الصحراء ليلا، في حين ان السبب الرئيسي هو غياب أماكن صالحة وكافية لاستقبالهم .

سكان ينتظرون الكثير من القائمين على الشأن المحلي للنهوض بمدينة حبلى بشباب واع ومثقف، قادر على ان يصنع من مدينته نموذجا لكل ماهو جيد ولكن تغييبه الدائم لم يترك له المجال لذلك.

أطفال صغار يتم استغلالهم في لوحات فلكلورية لمدة ساعات تحت الشمس الحارقة ليمر مركبهم امام شخصيات تجلس في جو منعش وأماكن مجهزة تحميهم حر الشمس، هل بهذا سنعرف بتراث المنطقة؟ هل يلزم هذا الامر كل هذا العناء وصرف الأموال -التي بالمناسبة لاينتفع منها الطانطان ولا اهله- من اجل القول اننا نعرف بالثقافة؟

ياتي المهرجان ويذهب مخلفا وراءه عمالا يجمعون خياما منتشرة هنا وهناك، وشبابا عاطلا عن العمل، وشوارع يندى لها الجبين.

طانطان مدينة “تنهض” مع موسمها وتعيش الركود بعده على جميع المستويات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد