صراع الإخوة الأعداء داخل البام إلى أين؟

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة المغربي على وقع أزمة داخلية حادة، تحت قيادة أمينه العام الجديد حكيم بنشماش، كشفت عنها مجموعة من الأحداث.

ودخل الحزب في صراع بين “الأخوة الأعداء”، بين تيار يقوده أحمد أخشيشن رئيس مجلس جهة مراكش آسفي والأمين العام للحزب بالنيابة، الذي يرى في بنشماش  رجلا غير قادر على قيادة الحزب في مرحلة ما بعد العماري، الذي استقال من قيادة الحزب الذي يُعد أكبر قوة سياسية داخل مجلس النواب بعد العدالة والتنمية، أواخر 2017 في خضم ما عرف بحراك الريف، وتيار آخر يقوده الأمين العام ورئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس، يرى في خصومه شلة من المنقلبين على الشرعية.

وتعود بوادر الأزمة إلى تصريحات سابقة أثارت الكثير من الجدل، بعد ان وصف قياديين بالحزب بـ”الانقلابيين”، بعد أن اكد تيار خشيشن أن هذا الأخير قام بخرق النظام الداخلي للحزب في عدة مرات ما دفع بأعضاء من المجلس الوطني الى الاحتجاج.

وأوردت ورقة عن أعضاء برلمان الحزب أن “ما سماه الأمين العام المقاربة الإقليمية هي خرق صارخ لمقتضيات القانون الأساسي، حيث إن الجهاز الحزبي وفق القانون المنوط به هيكلة الأقاليم، هو ندوة التنسيق الجهوية التي يترأسها الأمين الجهوي، والتي تتشكل من الأمين الجهوي والأمناء الإقليميين ورؤساء اللجان الوظيفية الجهوية وأعضاء المجلس الوطني بالجهة والبرلمانيين، ويعني هذا أنه سلب حق هؤلاء كلهم لكي يقوم هو بهيكلة الأقاليم سعيا منه إلى السيطرة على التنظيم الحزبي”.

وعلى خلفية ما وصفه بنشماش بمحاولة “الإنقلاب على الديمقراطية”، أقدم الأمين العام للحزب على الدعوة الى عقد اجتماع يضم القيادات داخل المكتبين السياسي والفيدرالي، بعد هجوم المكتب السياسي  لحزب الأصالة والمعاصرة على القيادي في الحزب عبد اللطيف وهبي إثر دعوته  لحل المكتبين السياسي والفيدرالي للبام، واصفا هذه الدعوة بـ “الشرود” والإنقلاب على الشرعية الديمقراطية”، وهو اللقاء الذي طالبت به أطر الحزب في ظل وضع الأزمة التي يعيشها الحزب، وذلك بهدف تدارس الاشكالات التي تكاد تعصف بالحزب الذي دخل في حالة تعافي بعد 2012 بعد مسار قصير من الانتقادات اللاذعة منذ تأسيسه عام 2008 في ظروف استثنائية .

الإجتماع الذي لم يرأب الصدع، لتستمر أطوار صراع الإخوة الأعداء، الذي أدخل شبيبة الحزب على الخط، بعدما تحدث الكثيرون داخل الحزب عن صفقة “طي الخلاف”، بين بنشماش و أحمد أخشيشن، عقب إقتراح ‘جمال مكماني’ المحسوب على ‘اخشيشن’ في صفقة مع الأخير، والذي تجاوز سنه الـ40، لعضوية المجلس، مكماني الذي صرح  ضمن المؤتمر الوطني لمنظمة شبيبة الأصالة و المعاصرة، أنه لن يستمر داخل هياكل شبيبة الحزب بعد ان تجاوز سنه 40، وأحداث  اللقاء التواصلي الأخير الذي نظّمه الحزب، مساء الأحد 10 مارس بالدار البيضاء، والذي جمع الأمين العام حكيم بنشماش بقيادات حزب الأصالة والمعاصرة، والذي وجه ضمنه عدد من القيادات انتقادات لاذعة، إلى بنشماش ومكتبه السياسي، مطالبينه بتحمل مسؤوليات الوضع الذي آل إليه الحزب، في ظل غياب التواصل مع المنتخبين وأعضاء المجلس الوطني وتركهم يواجهون خصومهم دون دعم أو مساندة.

وفي السياق نفسه، تواصلت حدة الأزمة داخل البيت البامي عقب لقاء 16 مارس  بمراكش، الذي سجل غياب فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب والحبيب بنطالب رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش آسفي والمستشار البرلماني للحزب.

ليبقى سؤال صراع الإخوة الأعداء داخل البام إلى أين؟ قائما، إلى حين “الإلتفاف حول المشروع الحزبي” والإبتعاد عن تعزيز مواقع الأشخاص داخل الحزب، كما كشفت مصادر جد مطلعة للمصدر ميديا، في إنتظار إنعقاد المؤتمر الوطني للحزب الذي لم يعلن إلى حدود الساعة عن تاريخه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد