صحيفة “Slate” الفرنسية تكشف أسباب إختيار “ماكرون” زيارة المغرب قبل الجزائر
قالت صحيفة “Slate” الفرنسية، يوم الخميس 15 يونيو2017، إلى أن المنافسة بين البلدين احتدت مع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقصر الإليزيه.
واعتبرت صحيفة “Slate” في مقال لها بعنوان ” لماذا إختار إيمانويل ماكرون زيارة المغرب قبل الجزائر؟” أن هذه الزيارة وإن بدت عادية، إلا أنها في الواقع تعدّ ذات أهمية كبيرة بالمغرب العربي، خصوصا وأنها جاءت في وقت “تتنافس كل من الجزائر والرباط على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع باريس، التي ما زال لها وزن ثقيل في الجغرافيا السياسية في المنطقة”.
ونقلت صحيفة “Slate” عن مدير معهد العلوم السياسية بالرباط، جان-نويل فيري، أن “هناك منافسة دبلوماسية محتدمة بين الجزائر والمغرب، خاصة بعد إنفتاح المغرب على منطقة غرب إفريقيا، حيث يعدّ الوجود الفرنسي حاسماً وقوياً تاريخياً، وعودته إلى الإتحاد الإفريقي، التي كانت الجزائر من اشد معارضيها.
وأضافت الصحيفة أنه في المقابل فإن الجزائر تعاني من خمول في سياستها الخارجية بسبب الحالة الصحية المتدهورة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقال بيير فيرميرن أستاذ التاريخ المغاربي في جامعة باريس، إن “الحكومة الجزائرية غائبة بشكل واضح عن الساحة الدولية بسبب الحالة الصحية لرئيسها بوتفليقة، التي حالت دون أن يتمكن هذا البلد من لعب نفس الدور الذي قاده ملك المغرب، الذي تمكن من أن يظهر نفسه في صورة الجهة الفاعلة الحاضرة والملتزمة في المنطقة، على الرغم من الصعوبات التي واجهها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون عمل على طمأنة الجزائر وتجنب غضبها من خلال الاتصال هاتفياً برئيسها عبد العزيز بوتفليقة، بعد ان أرسل ماكرون وزير خارجيته، جان إيف لودريان، إلى الجزائر عشية سفره إلى المغرب.
وفي هذا الإطار، قال جان إيف لودريان يوم الثلاثاء 13 يونيو الجاري: “أنا في زيارة إلى الجزائر (…) رغبة منا في إكساب علاقتنا الثنائية دينامية جديدة، وشراكة نوعية. لطالما كانت علاقتنا متينة، إلا أننا يمكننا تعزيزها أكثر”.
وكانت تقارير صحفية محلية لَمَّحَت إلى أن جون ايف لودريان الذي لم يستقبل من طرف بوتفليقة، لم يحمل معه أي جديد بالنسبة للجزائر، في ظل اعتقاد قوي بأن فرنسا أصبحت تعطي أولوية أكبر للشريك المغربي على حساب الشريك الجزائري، بعد الامتيازات الاقتصادية التي حصل عليها المغرب من فرنسا، مما زاد من غضب الجزائر، خاصة بعد أن دابت رئاسة الجمهورية على تقديم الجزائر منذ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي 2007، كأول زيارة للمغرب العربي، وهو ما خالفه إيمانويل ماكرون بعد أن إختار المغرب كوجهة اولى لزيارته للمغرب العربي، وهو ما أغضب الجزائر وجعلها تتسائل عن مغزى اختيار الرئيس الفرنسي للمغرب كأول وجهة له في المنطقة المغاربية.