شهر التراث بمراكش يستعرض الموروث الحضاري لمنطقة درعة في أمسية ثقافية

بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة مراكش أسفي نظمت جمعية درعة الكبرى للتنمية والتضامن ـ أمسية ثقافية حول موضوع ” شذرات من التراث المادي واللامادي لدرعة” مساء يوم السبت 27 أبريل الجاري بالقاعة الصغرى للمديرية الجهوية للثقافة بالداوديات، ويأتي تنظيم هذه الأمسية الثقافية في إطار الأنشطة الإشعاعية المبرمجة في شهر التراث بجهة مراكش أسفي، وتسعى هذه التظاهرة الثقافية والفنية إلى تسليط الضوء على المخزون التراثي الغني لمنطقة درعة وامتداداتها الحضارية العريقة، وتعريف عموم المتتبعين لاسيما منهم الشباب بالتراث الوطني بشقيه المادي واللامادي وجوانب من تجدر الفنون الشعبية بدرعة التي كانت على الدوام مصدرا لنماذج مضيئة من التراث الفني الوطني.

في كلمتها الافتتاحية أشارت حسناء الحداوي المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة مراكش أسفي إلى غنى وتنوع برنامج شهر التراث بجهة مراكش لسنة 2019 الذي ينظم تحت شعار “تراث الجهة إشعاع وتواصل” مشيرة في السياق ذاته إلى مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، كما هو الشأن بالنسبة للعرض التراثي الموسوم ب “نماذج من النقائش العربية بمراكش” الذي تحتضنه المعلمة التاريخية قصر البديع، ومعرض الفن التشكيلي تحت عنوان “رموز تراث بلادي في التشكيل”، معرجة الحديث عن فعاليات الأبواب المفتوحة لزيارة المعالم التاريخية التي استفاد منها تلاميذ المؤسسات التعليمية، والعرض المسرحي “اللعب فيه ؤفيه” لورشة الابدع دراما، ثم النسخة الرابعة من قافلة التراث التي نظمت تحت شعار “سيدي رحال: نموذج للتعايش الديني بالمغرب”، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية واللقاءات العلمية التي ستستمر إلى غاية 18 ماي 2019 الذي يصادف اليوم العالمي للمتاحف.

من جهته أشار نائب رئيس جمعية درعة الكبرى للتنمية والتضامن في كلمته إلى أن مثل هذه التظاهرات الثقافية من شأنها أن تساهم في الارتقاء بالفعل الثقافي والتراثي ليُصبح رافعة للتنمية، متوقفا على مجموعة من التوصيات التي جاءت محصلة للأيام الدراسية التي تم تنظيمها في الفترة الأخيرة والرامية إلى الارتقاء بالإرث الحضاري الوطني بمختلف جهات المملكة، وتعميم الوعي التراثي في صفوف شرائح واسعة من المجتمع وتجاوز الطرح الأكاديمي التي يقتصر على عينة نخبوية، وإشراك الوسائط الإعلامية في التعريف بالموروث الحضاري المغربي.

تضمنت الأمسية الثقافية عرضا تحليليا للدكتور بوحمادي أحمد حول التراث اللامادي لدرعة وأهم مراحل نشأته وتطوره متخذا من فن الركبة نموذجا للتحليل والدراسة، كما تم تقديم شريط توثيقي بالصوت والصورة موسوم ب”درعة: حضارة وتراث”، بالإضافة إلى وصلات فلكلورية تنهل من الموروث الفني للمنطقة من خلال الفنون التراثية ل: الرسمة، أحيدوس، والركبة.

حضر هذه الأمسية جمهور غفير، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن التراثي الذين نوّهوا بهذا التوجه الثقافي الذي يعيد الاعتبار لحاضرة من الحواضر المغربية التي بقيت لمدة طويلة بعيدة عن الأضواء، مؤكدين أن من شأن مثل هذه التظاهرة أن تميط اللثام على ذخائر تراثنا الوطني وما يزخر به من غنى وتنوع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد