يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذا العام شهر الصيام والقيام، الذي يصادف فصل الربيع ، حيث ساعات الصوم أقصر مقارنة بسنوات سابقة تزامن فيها حلول الشهر الفضيل مع فصل الصيف.
ويعد شهر الصيام والقيام ،فرصة للصائمين لتصحيح عاداتهم الغذائية، لمدة ثلاثين يوما، بل وإحداث تغيير في نمط حياتهم، لطالما انتظروه!
وفضلا عن المقاصد والغايات النبيلة لهذه الشعيرة الدينية، يعمل الصيام على تطهير الجسد، ويحفز وظيفة التطهير الذاتي عن طريق خلاياه (الالتهام الذاتي) والتقليل من عوامل شيخوخة الخلايا المبكرة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت إكرام تيكور، الأخصائية في مجال التغذية أن الصوم يقي الإنسان من الزيادة في الوزن وبعض الأمراض المرتبطة به، من قبيل أمراض القلب والشرايين والسكري، مضيفة أنه يساعد كذلك على التقليل من الالتهابات داخل الجسم بشكل كبير، مما يحد من احتمال الإصابة بالسرطانات وأمراض المناعة الذاتية.
وركزت الدكتورة تيكور بشكل خاص على الفوائد المتعلقة بخفض إنتاج الأنسولين، وتخزين الدهون والسكر في الجسم وتحفيز حرق الدهون.
من جهته، أشار ريجينالد علوش، الأخصائي في التغذية ومهندس الطب الحيوي إلى أن للصيام فضائل شتى، مضيفا أن شهر رمضان المبارك له فوائد لاتقدر بثمن بالنسبة لصحة الصائم إذ يمك ن الجسم من أخد قسط وافر من الراحة “ويختلف تماما عما نعتاده. فالصيام مفيد جدا. وما يضر بصحتنا هو الإفراط في الأكل في ليالي رمضان”.
وأكد الدكتور علوش، الذي سبق له أن نشر دراسة حول طريقة التخلص من السموم الكبدية، أن على المرضى أن يستشيروا الأطباء بشكل إلزامي عما إذا كان بإمكانهم أداء شعيرة الصيام.
وفي نفس السياق، كشفت الدكتورة تيكور أنه ليس هناك موانع صارمة، لكن كل شخص يعاني من مرض، مهما كان بسيطا، عليه ألا يصوم دون استشارة أو مصاحبة طبية، بمن في ذلك الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والمرضعات.
وبخصوص الفرق بين الصوم المتقطع والصيام في شهر رمضان، أشارت الدكتورة تيكور إلى أنه خلال شهر رمضان يكون الصيام صارما خلال فترة جد محددة، إذ لا يستطيع المرء التكيف معه وفقنمط حياته، مضيفة أن الأمر يتعلق “بصيام نهاري، يمتنع فيه الصائم عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس”، مردفة أنه في الصوم المتقطع يمكن للمرء اختيار الأوقات التي يريد الصوم فيها، وخلال هذه الفترة لا ي حظر تناول السوائل.
وفي نفس الصدد، أبرزت السيدة تيكور أن هناك طرقا مختلفة للصيام المتقطع أشهرها صيام الثامنة مساء إلى الساعة الرابعة صباحا، ومن الساعة الرابعة زوالا إلى الساعة الثامنة صباحا، أو من الساعة الثانية زوالا إلى الساعة العاشرة صباحا، حيث يصوم الشخص 20 ساعة أو 16 ساعة أو 14 على التوالي.
ومن أجل صيام مريح، يوصي الدكتور علوش، بإضافة بروتين محفز للشبع مع المكسرات والفواكه في وجبة الإفطار، شريطة ألا يكثر الصائم من تناول الأطعمة المالحة “وعند الافطار يتعين على الصائم أن يتناول حساء وتمرة ويكثر من شرب الماء، ثم يتناول مشروبا ساخنا بعد الطبق التقليدي، وخضرا، لينهي وجبة إفطاره بتناول فاكهة. وكل مساء، وعلى مدى خمسة أيام –خلال أيام الجمعة مثلا- بالإمكان تناول كعكة صغيرة”.
وأبرز السيد علوش، الباحث في مجال السكري والوقاية من زيادة الوزن، أنه ” لا ينبغي، عادة، أن نكتسب الوزن الزائد خلال شهر رمضان، وإذا تصرفنا بشكل جيد، فبإمكاننا أن نخسره”، مؤكدا أن أداء الصيام في رمضان بشكل سليم، “يريح الجسم ويساعده على التخلص من السموم، فالكبد يعمل على التخلص من الدهون والسكر بين منتصف الليل والساعة الرابعة صباحا”.