رئيس الكهرباء…

رئيس الجمهورية الجزائرية هو أعلى منصب في داخل السلطة التنفيذية، وقائد الأعلى للقوات المسلحة الجزائرية، كما يقوم رئيس الجمهورية في النظام الدستوري الجزائري بمهام ومسؤوليات كبرى وكثيرة ولايسع المجال لذكرها هنا وهي بحجم مقام ومنصب الرئاسة في البلاد (نظريا) .

من المسلمات ان المسؤول في أي قطاع، وعلى أي مستوى، يقوم بدوره المكلف به، وفي النتيجة إما أن يكون النجاح حليفه، وهذا دليل على جديته، وانشغاله الحقيقي بما كلف به، أو يكون فاشلا في دوره وهذا عادة ما يستقيل أو يقال من منصبه، إن تعلق الأمر بالأنظمة الديموقراطية، وأما فيما يخص الدول المتخلفة والمسؤولين ناقصي الاحساس وناقصي الضمير، فتجدهم يحاولون أن يغطوا على فشلهم بشغل الناس بسفاسف الأمور، والأمور الجانبية التي لا تنفع ولا فائدة منها .

منذ يومين أصدرت الحكومة الجزائرية بيان تقول فيه ما يلي: 
” تسلم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم تقريرا حول العقد الذي يربط الشركة الوطنية سوناطراك بالديوان المغربي للكهرباء والماء، والمؤرخ في 31 جويلية 2011، الذي ينتهي اليوم، 31 أكتوبر 2021، منتصف الليل.

وبالنظر إلى الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية، وبعد استشارة الوزير الأول وزير المالية، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ووزير الطاقة والمناجم، أمر السيد رئيس الجمهورية، الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد” .

وبتحليل لمضمون هذا البيان، نجد أن “الزعيم تبون” ترك كل مهامه الجليلة، أو ربما أكملها على افضل وجه، وحل مشاكل بلاده كلها، الداخلية منها والخارجية، وأن الشعب الجزائري أصبح مترفا مدللا متمتعا بكل حقوقه وزيادة، وأن “الزعيم تبون” بعد أن بلغ ببلاده مصاف الأمم العظيمة، ولم يعد له ما يلهيه ويشغل وقت فراغه، استدار نحو الغرب وتذكر ان هناك بلدا اسمه المغرب، بين إحدى شركاتها وشركة سوناطراك الجزائرية عقد، وان هذا العقد التجاري المحض والذي يستفيد منه البلدان، أصبح يشكل تهديدا عظيما ومصدر خطر كبير على كيان الشعب الجزائري.

الجزائر التي تتخبط في مشاكل لاتعد ولاتحصى ويعيش شعبها تحت ويلات الفقر والظلم والجوع رغم ثرواتها الهائلة، تقحم أنفها في قضايانا الوطنية وتزج بشعبها في متاهات لاتعنيه بالمرة، لم تعد قادرة على إخفاء رغبتها الشديدة في تدمير جار لم يكن في يوم من الأيام عدوا لها، بل تأبى الا أن تكون جار سوء يشتاط غضبا كلما راى منزل جاره يكبر ويتقوى.

أظن أننا في المغرب استنفدنا كل الطرق مع جارنا الغريب، الذي لم يعد يستطيع تحمل كرمنا الزائد وأخلاقنا الديبلوماسية التي كلما زادت الا ورأيناه يدق طبول الحرب، وهي طبول لا يسمع صوتها الا في مخيلة نظام سخر نفسه لعداء المغرب بدل من الاهتمام بمشاكله التي تثقل كاهل الشعب، نحن لا وقت لدينا للدخول مع الجزائر في مهاتراتها وقراراتها المضحكة لأننا بكل بساطة لاوقت لدينا لنضيعه، أما السيد تبون الذي انتهى من بناء الجزائر وجعل شعبها يرفل في رغد العيش فليستمر في البحث عن أمور أخرى تشغله.

مع رداءة موقف الرئيس الجزائري، وبسبب تفاهة المواقف التي يتخذها دائما ، لا يمكن أن نجد أي اسلوب منطقي مناسب نرد به على هذا الرجل أفضل من السخرية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد