شتاء فبراير ….الفرح المؤجل

تعتبر أمطار فبراير هي الحاسمة في مدى جودة العام الفلاحي، وينتظرها الفلاح المغربي بفارغ الصبر،وتكون نسبة الأمطار فيه مرتفعة أكثر من الشهور الأخرى، ويقول المثل المغربي” شتاء فبراير تجلي لمراير” ولكن يبدو أنها في بلادنا تجلب “لمراير” للعديد من الناس في ظل عدم وجود بنية تحتية قادرة على استيعاب ماتجود به علينا السماء من أمطار، ما حصل في سلا وكلميم والعديد من المدن الأخرى يعتبر بحق كارثة بيئية بكل المقايس ،مياه قليلة تكفي لكي تغمر مدنا بحالها وتشرد سكانها لليالي طويلة تحت البرد القارس، وكأن الامر يتعلق بتسونامي حقيقي.

“الله يرزقنا الشتا على قد قوادسنا” دعاء تداوله نشطاء فايسبوكيون وهو دعاء يلخص فعلا الحالة التي عليها بنيتنا التحتية، البنية التي يتشدق كل حزب بأنها ستكون من أولوياته الكبرى وعندما تقع الكارثة يبدأون برمي الكرة في مرمى بعضهم البعض، بل ويستغلون مآسي السكان والوجع الذي يشعرون به من أجل توجيه الاتهامات لبعضهم البعض حتي أصبحنا نعيش حملات  انتخابية في كل كارثة بيئية تعيشها ببلادنا،علينا أن نعي جيدا أن ما يشكل بالنسبة لنا فرحا وسعادة هو بالنسبة للبعض منا مأساة حقيقية تبدأ مع كل فصل شتاء، حيث تعيش العديد من الأسر تشردا حقيقيا بعد كل فصل شتاء، وتمر عليهم الفصول الأخرى وهم لا يزالون يحصون خسائرهم المادية والمعنوية.

لقد أصبحنا نطلب الأمطار وأيادينا على قلوبنا خوفا على ضحاياها الذين يمكن اعتبارهم غصة مؤلمة مهما كان “”العام زين” فلاحيا ..

إن منظر الطرقات المتضررة والتي تصبح حفرا مع أول امتحان أمام المطر، تجعلنا نتساءل كما تساءل الكثيرون قبلنا أما آن لهذا الاستهتار أن يتوقف ؟ هل هو حلم أن نمتلك طرقات ومصالح تستعصي على تقلبات أحوال الطقس،هل هو حلم أن نفرح بسنة فلاحية جيدة ونصل إليها بدون ضحايا ولا مشردين ولا منازل مهدمة؟

أسئلة تظل معلقة في غياب أي تدخل غير موسمي من طرف كل المصالح التي من المفروض فيها أن تسهر على ايجاد حلول جذرية بعيدا عن التصفيات السياسية التي تخدم اصحابها فقط.

وخلاصة الامر، في المغرب اذا لم يسقنا الله مطرا بكينا، واذا أنعم علينا بالمطر بكينا أيضا

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. د. منتصر علام يقول

    أضحك الله سنك أيتها العزيزة الغالية فقد أجبرتني على الابتسامة في غير موضوعها – وربما هذا اعمالا للمثل القائل شر البلية ما يضحك- وذلك لما تذكرته من ذكريات في هذا الأمر وجميعها ذكريات مثل ما ذكرتيها بمقالك المتميز ومنها خبرتي وأنا في دولة خليجية وكان وقت مطر وهذا من النادر حدوثة فتجمعت برك المياه ولأني لست خبيرا بالطريق فقد فوجئت بغرق سيارتي في بركة مياه في شارع وسط مدينة كبيرة حتى وصل الماء لأعلى زجاج باب السيارة ولولا متطوع بسيارة هامر دفعني من الخلف حتى أخرجني لكنت خرجت من السيارة سباحة، وموقف لأخ مصري كان بعاصمة خليجية سقط بها أمطار غزيرة إزاحة أمامها سيارات الناس ومنهم سيارته ومن شدة حزنه على سيارته ذهب ووقف أمام الإمارة وهو يبكي ويقول إذا ما عندك تصريف لمياه الأمطار ليش تصلوا صلاة الاستسقاء…..بارك الله فيك صديقتي الغالية ولا تأسي على حال بلد أو قطر عربي بل أسي على حال جميع أوطاننا وأهلينا فيها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد