لم تعد سياسة الكرسي الفارغ هدفا أو وسيلة للدفاع عن وحدتنا الترابية، بل أصبح من الملح أن نتحد جميعا من اجل الدفاع عن الوطن.
في عام 2012، حزم شباب التقدم والاشتراكية وباقي الأحزاب اليسارية حقائبهم نحو جنوب إفريقيا وهم واعون بما سينتظرهم هناك، وبأن المشاركة لن تكون بطعم النزهة والاستجمام في بلد يساند بشراسة الجبهة الانفصالية ” البوليساريو”، بل مشاركة بجُبَّة النضال المستميت والتضحية بكل غال ونفيس من أجل وحدة الوطن. مرحلة، خبر فيها الوطن مدى قدرة الشبيبات الحزبية على الاتحاد صفا واحدا من اجل الدفاع عن الوطن، وتحدى كل الصعوبات لرفع العلم المغربي عاليا، رغم كيد الكائدين.
يقول نوفل البعمري ” السنة كانت فيها مواجهة قوية مع البوليساريو وصلت حد الاصطدام المباشر، بل أتذكر أنه في الجلسة الافتتاحية حوصرنا من طرفهم و كانوا مسنودين بالإخوة الأشقاء الجزائريين وشبيبة المؤتمر الوطني الإفريقي، وشبيبة اليسار الراديكالي الإسباني، أضف الى ذلك أن الأمن حشرنا في زاوية بدل حمايتنا…كل ذلك قصد إرهابنا والدفع بوفدنا للتقوقع وعدم القيام بأنشطته خاصة منها المتعلقة بالقضية الوطنية”.
هذه المرة يحط شباب التقدم والاشتراكية رحاله في روسيا وهو على وعي تام بما يجري هناك، بل حملوا حقائبهم وهم مجهزون للدفاع عن وحدة الوطن، يقول مصدر موثوق في تصريح للمصدر ميديا ” نحن على علم بما سيقع هناك لهذا كنا نحاول وعلى مدار شهور خلت على حشد الدعم من عدة دول مشاركة في المهرجان”.
اسماعيل الحمراوي: الوفد الشبابي المغربي لا يؤمن “بالكرسي الفارغ”
في هذا السياق، ربطت المصدر مديا اتصالا بإسماعيل الحمراوي مسؤول التواصل بشبيبة التقدمية للرد على ما خلفته مشاركة الوفد الشبابي من ضجة اعلامية قائلا : ” الشبيبة الاشتراكية وقيادة حزب التقدم والاشتراكية تفند كل المغالطات التي تحاول تبخيس مشاركة الوفد الشبابي المغربي الذي لا يؤمن “بالكرسي الفارغ”، وأن كل ما يحاول أن يحاك على خلفية مشاركة المغرب في المهرجان العالمي للشباب والطلبة لا يمكن أن يندرج إلا في إطار سياسة التضليل لمعاكسة المغرب في وحدته الترابية، وأن مشاركة الشبيبة الاشتراكية في ظل الحصار المفروض ” في هياكل الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي”، سيجعلها تضاعف جهودها الوطنية وبحزم لتوضيح أكاذيب الجبهة المزعومة التي تشهد مخيماتها بتندوف ارتكاب أبشع الانتهاكات الجسيمة في حق الصحراويين المحتجزين بتلك المخيمات في مقابل وجاهة المشروع التنموي الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية وما يحمله من تصورات ومقترحات عملية لتكريس تنمية مستدامة وفاعلة بالمنطقة”.
وفي رده على الرسالة التي وجهتها الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، قال الحمراوي ” الأمر واضح في بيان الشبيبة الاشتراكية، وكان على رئيس الهيئة ربط الاتصال بقيادة الشبيبة او الحزب قبل أن يصيغ رسالته غير المفهومة لنعطيه التفاصيل، لأنه يتضح من رسالته عدم اطلاعه على الأمر بل سمع عنه أو بالأحرى قد يكون طلب منه ذلك، لا ينبغي ان نطلق الكلام على عوانه فهذا الموضوع ليس للمزايدات أو استعراض العضلات ونحن ادرى بشكل كبير باهمية الموضوع والقضية لذلك نحن في المهرجان من أجل إلى تمثيل المملكة المغربية أحسن تمثيل والدفاع عن قضاياها الكبرى وفي مقدمتها الوحدة الوطنية الترابية والتصدي لأية محاولة استفزازية لمشاركة المغرب في هذا المحفل الدولي.
نوفل البعمري : دفاعا عن الشبيبة الاشتراكية
ان المغرب بحاجة إلى صوته في مختلف التنظيمات الدولية، ويجب تقويته و الدفاع عنه لا إضعافه، هكذا علق المحلل السياسي والمحامي نوفل البعمري حول الضجة الإعلامية التي أثارتها مشاركة وفد من منظمة الشبيبة الاشتراكية في المهرجان العالمي للشباب والطلبة المنظم في روسيا الشهر الجاري.
واعتبر نوفل أن سلاح التخوين، هو سلاح لا معنى له خاصة عندما يستعمل ضد منظمة وحزب كانا معبرا للمغرب لدى الأنظمة والأحزاب الشيوعية أيام الحرب الباردة و مازال الى الان، قائلا ” كيف يمكن أن نصل في نقاش او خلاف سياسي إلى حد التخوين، هؤلاء شباب وطنيون و موقفهم وطني كذلك، بل حتى في لحظة حل الحزب أيام كان اسمه التحرر و الاشتراكية…و هو نفس الموقف إلى الان، فقط لان هناك نشاط ثانوي للبوليساريو نتهجم نحن على شبابنا ونخونهم، من جانبي اعتبر مشاركتهم هي باسم الشباب المغربي و تشريفا لنا و تضييق للخصوم وازعاجهم.
وأوضح الباحث السياسي في قضية الصحراء، أن هناك بداخل المنظمة من سعي لطرد الصوت المغربي منها، و محاصرته، وجعلها تمثل صوتا للبوليساريو و حلفاءها، مضيفا ” شخصيا يكفيني ان يرفعوا علم المغرب في الجلسة الافتتاحية لأني اعلم بحالة السعار التي تنتاب خصوم المغرب لمجرد رؤيتهم علمنا مرفوعا في السماء”.
الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب: لابد من الجزاء السياسي والقانون لنبيل بنعبد الله
في ذات السياق تقدمت الهيئة الوطنية لحماية المال العام برسالة إلى رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني ، مطالبة اياه بفتح تحقيق حول ما أسمته بالواقعة المؤسفة والمخجلة، والمتمثلة في تمويل رئاسة الحكومة للبعثة التابعة لحزب التقدم والاشتراكية بمبلغ 100 مليون سنتيم (مليون درهم ) من مال دافعي الضرائب قصد تيسير مشاركة البعثة في المهرجان التاسع عشر للشباب والطلبة بفدرالية روسيا الاتحادية.
وتسائلت الهيئة، كيف يمكن لرئاسة الحكومة ان تمول البعثة بكل هذا المبلغ ، رغم ان هذه المشاركة – حسب تعبير الهيئة- اضرت بمصالح البلاد واخلت باجماع القوى الوطنية حول ثوابت الأمة وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، دون ان يطلعوا على برنامج هذه التظاهرة.
وطالبت الهيئة بضرورة تطبيق الجزاء السياسي والقانوني ضد نبيل بن عبد الله الناطق الرسمي لحزب التقدم والإشتراكية ووزير السكنى والتعمير وإعداد التراب وسياسة المدينة.، مع الزام الوفد بارجاع المبلغ الممنوح لخزينة الدولة
رد شبيبة التقدم والاشتراكية
بعد الجدل الكبير الذي خلقه مشاركة الوفد التقدمي في مهرجان العالمي للشباب والطلبة في روسيا، ردت الشبيبة التقدمية عبر بيان لها تتوفر المصدر ميديا على نسخة منه قائلة ” تابعت الشبيبة الاشتراكية، باستغراب كبير، طريقة تناول مشاركتها في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، المنعقد حاليا بمدينة سوتشي الروسية، من طرف بعض المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، مستهدفة تشويه حضورها لهذه التظاهرة الشبابية العالمية، وذلك من خلال الربط التعسفي لمشاركتها بتكريم شخص معين”.
وتابع ذات البيان ” التكريم الذي تداولته هذه المنابر التي تسعى الى تحقير كل عمل شبابي مستقل، في جهل تام لحقيقة مايقع، وعدم اطلاع على برنامج وأنشطة المهرجان، يتعلق بنشاط مواز هامشي ومعزول، بحضور أفراد معدودين، قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان، ودون أي أثر إعلامي، ولم يحظ بأي اهتمام، علما أن حفل الافتتاح الذي شارك فيه أزيد من 28 ألف شاب وشابة من مختلف القارات يمثلون 150 دولة، والذي تميز بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يشارك فيه أي وفد عن البوليزاريو”.
وأوضحت الشبيبة بانها استرجعت تمثيلية المغرب في هذا الحدث الشبابي العالمي بعد غياب دام لأكثر من 7 سنوات، وتسعى إلى استعادة نشاطها الطبيعي في الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، وتعتزم العمل على ضمان عودة تمثيلية الإطارات الشبابية المغربية، التي كانت قد شاركت في دورات سابقة لهذا المهرجان.
وأكد البيان بأن الشبيبة التقدمية تفادت سياسة الكرسي الفارغ من منطلق الحرص على الحضور الفاعل والفعال، والدفاع عن القضايا الوطنية والشبابية في كل مكان.