ليلة الجمعة 9 سبتمبر من هذا العام، سيبقى يوم تاريخي ومفصلي في حياة الشعب المغربي وفي تاريخ المملكة المغربية، حيث ضرب البلاد زلزال مدمر بلغت درجته 7,2 درجة، وكانت بؤرته بلدة صغيرة في قلب الحوز، تسمى “إيغيل” …
الزلزال أحس به معظم سكان البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بدرجات متفاوتة، ولكن الضرر الأكبر، الإنساني والعمراني، أصاب مراكش ونواحيها، الحوز، تارودانت، وارزازات، وضواحي هذه المناطق …
وإن كان من طبيعة الزلزال إحداث الخراب والدمار، فمن خصائصه المهمة أيضا إظهار معادن الناس، وفي حالة الزلزال الذي أصاب البلاد هنا، فقد ظهرت طبيعة وأصالة الإنسان المغربي، فلقد هبت مختلف شرائح الشعب لمساعدة منكوبي الزلزال، كل واحد بحسب طاقته ومجهوداته، لنرى تلاحما قويا رسم لوحة انسانية في غاية الروعة، وعزف سمفونية تقطر حبا وطيبوبة.
هذه المأساة كانت أيضا فرصة لإظهار تلاحم الأمة تحت قيادة ملك البلاد الذي سارع لإعطاء أوامره للتعامل مع الأزمة بما يليق من الجدية، بحيث وجه الحكومة لتسخير جميع الامكانيات المادية والبشرية واللوجيستية للتصدي لتداعيات الكارثة وتقديم الدعم لسكان المناطق المنكوبة بشكل مستعجل.
بعض الاطراف كذلك لم تكن استثناء من القاعدة، فالكارثة التي حلت بالبلاد أظهرت كذلك خبث أعداء استقرار المملكة، بحيث انطلقت بعض أبواق الإعلام الفرنسي في كيل الشتائم ونشر المغالطات حول ما يقع في البلاد، فقط لأن المغرب لازال لم يستجب لعرض “فرنسا” للمساعدة في التعامل مع مخلفات الزلزال، وهو الأمر الطبيعي، لسببين موضوعيين:
أولا ليست فرنسا وحدها من مازالت تنتظر الضوء الأخضر المغربي لقبول مساعدتها، فمعها كذلك ما يقرب من ستين دولة ما زالت تنتظر …
ثانيا لا يمكن فتح أبواب البلاد مشرعة أمام كل طواقم المساعدة من كل بلدان العالم بدون تنظيم ولا خطة مدروسة وإلا ستحدث عندنا الفوضى …
الزلزال حدث لا دخل للبشر فيه وهو قدر رباني لا مفر منه، ولكن قدرة البشر تتجلى في ما خلق الله فيه من إنسانية وخير وهذا ما يميز الإنسان المغربي ويظهر حتى في أشد الأوقات حرجا.
كتبت : حجيبة ماء العينين