سعاد ماء العينين علي : الفعل الإبداعي النسائي في مجتمع البيضان لا تنقصه الجرأة

ولدت وترعرعت في فرنسا، لتعود رفقة عائلتها للاستقرار في الوطن، لم تكن الخطوة بالسهلة ولكن بعزم الاقوياء طوعت لغتها لتنقل ثقافتها عبر لغة مولير الى العوالم المغربية عموما والصحراوية خصوصا.

صدر للكاتب سعاد ماء العينين علي مجموعة قصصة بعنوان ” زهور الرمال” وفي هذا الاطار تقول “ستنبت الزهور في الرمال عندما نقرأ، عندما نتحدى العالم بفعل القراءة”.وفي هذا الحوار تقربنا الكاتبة سعاد ماء العينين علي من رؤيتها الخاص لعوالم الكتابة والابداع:

اكيف ترين الإبداع النسائي المغربي في ظل المتغيرات الراهنة، هل يواكب محطيه الخاص والعام أم بعيد عنه؟

إن المشهد الروائي المغربي المعاصر يتأثث بتجارب روائية نسائية ليس لنا إلا أن نثمنها و نفخر بها. أقلام استطاعت أن تثبت مكانتها داخل عوالم الثقافة الذكورية كما يقولون- لو أني أبدا لا أحبذ هذا التصنيف للأدب : الذكوري و النسائي.

لكن السؤال المطروح اليوم و هو يحيلنا على سؤالك عزيزتي فهو: هل هذا الأدب -أي النسائي- يواكب تسونامي المتغيرات التي يعيشها مجتمعنا بشكل يومي وسريع؟ أعتقد أنه كذلك. فالأدب هو مرآة المجتمع هذا أكيد و الكتابة النسائية بالمغرب هي كتابة تحمل قضايا فكرية و اجتماعية، تختلف أجناسها الأدبية لكنها تظل إبداعا يعكس الواقع ، إبداعا يتميز بالغنى في عوالمه الانسانية وفي القضاياه المجتمعاتية.

إلا يحُد الإبداع باللغة الفرنسية من شعبية الكاتبة والتعرف على عمله لدى جمهور كبير من القراء وبالتالي يبقيه ابداعا نخبويا خاصا بالقراء الفرنكوفونيين ؟

لا أظن أن الكتابة باللغة الفرنسية تحُد من الشعبية؛ من شعبية الكاتب أو أنها تضع القارئ داخل إطار نُخبوي . بل بالعكس فالمغرب و لله الحمد غني بتنوع ثقافاته وغني بتنوع لهجاته و غني كذلك باللغات التي تُدَرَّس في مؤسسته التعليمية سواء كانت عمومية أو خصوصية و هذا التنوع و الانفتاح يجب استثماره بالشكل الجيد في الثقافة و الأدب و الإعلام المرئي على الخصوص.

و خير دليل على أن الكتابة باللغة الفرنسية هي في قمة الشعبية بالمغرب هو مؤلف الإعلامي المتميز وديع دادا
Imaginez si s’était vrai
و الرقم الكبير الذي حققه من حيث المبيعات في المغرب ، اللهم لا حسد.

زهرتك الجديدة هي مجموعة قصصة اخترت لها عنوان “زهور الرمال “، هل الابداع النسائي في مجتمع البيضان بحاجة إلى جرأة قوية لكشف عوالمه الخفية؟

” زهور الرمال ” هي مجموعة قصصية تحتوي على 21 نصا.

جميع نصوص المجموعة الممتدة على 173 صفحة تحكي المرأة و واقع أهل الصحراء في جنوب المغرب ثم عادات و تقاليد، بعضها كان منصفا لها و الكثير منها لا يزال يختزلها في صورة ظلت حكرا على الأسلاف.

هي نصوص أردت لها أن تكون نافذة افتحها للقراء المغاربة و الفرنكفونيين ، نافذة تعكس الحياة المعيشية اليومية في تفاصيلها الجد بسيطة بعيدا عن الصورة النمطية الفلكلورية التي يسوقُها الإعلام عن أهل الصحراء.

نافذة يطل من خلالها القارئ على خصوصية المنطقة و عاداتها.

و عودة إلى سؤالك ، فالإبداع النسائي في مجتمع البيضان لا يحتاج إلى الجرأة لكشف عوالمه فهو حاضر، جريئ و فاعل لكن فقط يلزم أن تُمنح له فرصة للتعريف به وبكينوناته ، فشعر التبراع الذي هو جنس أدبي نسائي خير مثال على أن الفعل الإبداعي النسائي في مجتمع البيضان لا تنقصه نهائيا الجرأة.

هل تحاكي الكتابة النسائية في مغرب نظيرتها عالميا ؟

الأدب النسائي تصنيف لا أحبذه كما سبق و أن ذكرت لأنه في الغرب مثلا صار هذا التصنيف متجاوزا بل صار مصطلحا جديدا يُتداول ألا و هو الأدب الإنساني.بات العالم يتطلع إلى نقطة إلتقاء بين الأجناس و الأعراق و الجنسيات. نقطة الإلتقاء هاته هي الانسانية.

المرأة الكاتبة في أمريكا، بريطانيا، بلجيكا و السينغال صارت تتصدر قائمة المبيعات من حيث مؤلفاتهن: ج.ك رولين – أميلي نوتومب – أميناتا سو فال –
كما ترجمت أعمالهن إلى لغات عدة. هذا خير دليل على أن الكتابة بتاء التأنيث لا يزيدها إلا جمالية و رقة و إتقان.

و أكيد أن الأدب المغربي يحاكي العالمية باقلام نسائية وازنة تحضرني منها الآن الأديبة المرحومة فاطمة المرنيسي و طبعا المتألقة ليلى سليماني.

 ما سبب غيابك عن حدائق الشعر؟

٥- الشعر استحضره على الدوام. أجول في حدائقه باستمرار و هو الأصل عندي في الفعل الإبداعي. غير أنني لم أفكر في نشر أي ديوان لما اعتبره تطفلا على خصوصيتي . نشرت البعض منها في مواقع إلكترونية متخصصة و الكثير منها لا زلت أحتفظ به لما لها من أهمية بالنسبة لي و لأسرتي.

متى ستنبث الزهور في الرمال حقيقة ؟

٦- ستنبت الزهور في الرمال عندما نقرأ ، عندما نتحدى العالم بفعل القراءة ، بالمطالعة و بالإطلاع حينها سنكون أقدر على التغيير. و حينها لا شك أن الرمال ستنبت بساتين أزهار.