استفاق “حمالة” معبر سبتة، صباح يوم أمس الثلاثاء، على وقع وفاة سبعيني لفظ أنفاسه الأخيرة على المعبر، إثر أزمة قلبية.
وحسب ما افاد محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن الشيخ الذي يبلغ 60 سنة، والذي كان ينتظر حلول يوم الثلاثاء (الإثنين والأربعاء للنساء، والثلاثاء والخميس للرجال لنقل البضائع بالمعبر) لنقل البضائع من المدينة المحتلة نحو مدينة الفنيدق، وافته المنية داخل المعبر بعد أن أصيب بأزمة قلبية، توفي على إثرها في المعبر.
وأكد بنعيسى على أن المتوفى كان يشتغل قيد حياته بالتهريب المعيشي، وقد قضى ليلته بالمعبر في إنتظار فتح أبوابه، قبل ان يعثر عليه رفاقه من ممتهني التهريب المعيشي جثة هامدة.
وأبرز رئيس مرضد الشمال لحقوق الإنسان أن الحكومة مطالبة اليوم، بإيجاد الحل لأزمة التهريب المعيشي الذي يستغل مجموعة من افراده من طرف مجموعة من عصابات ومافيات التهريب المستفيدين أكثر من هؤلاء مما يتم تهريبه، وأن الوقت قد حان لضرورة التفكير في خلق سبل بديلة بعيدا عن باب سبتة وعن التهريب المعيشي من خلال خلق نماذح تنموية تفتح أفقا جديدا وأملا أرحب للممتهنين لهذه المهنة ولساكنة مناطقهم في إيجاد فرص عمل أفضل تضمن حقهم وكرامتهم.
وكان وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، قد اقر في وقت سابق بصعوبة إيجاد “حل جذري وعاجل” لـ “التهريب المعيشي” للبضائع، بالمعبرين الحدودين مع سبتة ومليلية، معترفا أن التهريب بالمعبرين الحدوديين يمثل “إشكالية كبيرة ومتشعبة، يتداخل فيها ما هو قانوني بما هو اجتماعي…”.
ولفت لفتيت إلى أنه في انتظار “الحل الشامل”، اعتمدت السلطات المغربية إجراءات وصفها بـ “المحدودة” من خلال تنظيم المرور بالمداخل الحدودية مع مليلية وسبتة، مشيرا إلى أن الحكومة “ليست لها إمكانيات لإيجاد حل جذري عاجل للتهريب المعيشي”. لافتًا إلى أن “هذه الإشكالية عويصة وحلولها صعبة جدًا”.
يذكر ان وفاة شيخ اليوم، تنضاف إلى عدد من حالات شهداء الرغيف التي قضت نحبها على ذات المعبر، آخرها إزهاق أزواح نساء في حادث تدافع على المعبر.