العيون : المحجوب الانصاري
في الماضي كثيرا مافرح البعض لقدوم ساعي البريد او ترقبه يمشي حاملا حقيبة جلدية مملؤة بالرسائل او على دراجة هوائية يمشي متسارع الخطى يبحث عن العناوين وكان رمزا للفرح بحيث يعتمد عليه وسط الإدارات والمؤسسات لايصال الرسائل كاخبار بالقبول في وظيفة او اجتياز مبارة او نجاح في دراسة عليا، او التوصل بحوالة بريدية وفي الجانب العاطفي يرتقب البعض بطاقة ورد وتهنئة براس سنة جديدة او عيد ميلاد …. فهل مازالت مكانة ساعي البريد رمز للأخبار السارة موجودة ؟
* ساعي البريد قديما
كان ساعي البريد يحضى بالاحترام ويتودد له الكثيرون من اجل الاسراع برسائلهم حيث يعتبر ذا شأن لانه الصلة الوحيدة بين جميع المؤسسات و المواطنين حتى أصبح مطلعا على جميع أسرار الحي وأهله جراء قراءته لرسائل البعض حال توصلهم بها وكتابة الرسائل للبعض الآخر مما يجعله يحضئ باحترام كبير وثقة تامة .
” قبل صندوق البريد كان ساعي البريد يحمل لنا الرسائل التي هي السبيل الوحيد لمعرفة اخبار الاهل بحيث يحضى باحترام تام حتى الظرف البريدي كنا نكتب في احدى زواياه شكرا لساعي البريد ” يقول محمد بيروك شيخ تجاوز السبعين “عبارة شكرا لساعي البريد هذه تتركنا نبحث عن المرسل اليه ولو عنوانه ناقص لها وقع معنوي لدينا كما كنا نوزع يوميا مابين 400الى 1000رسالة يوميا و8000درهم حولات المخصصة لنا قانونيا والموزع يعمل في الفرز والواردات وتفربغ صناديق البريد بالشوارع ثم يقوم بالجولة للتوزيع ومثلا مدينة العيون كان بها ست موزعين على احياء المدينة ” يقول عبد العزيز البوكريني ساعي بريد سابقا.
كما كان الموزع يترقبه الكثيرون حيث يحمل الاخبار للعائلات بعد شوق لها طويل “كانت الطريقة الوحيدة للتواصل بين افراد الاسرة وكذلك المواطن والمؤسسات العمومية والخاصة هي الرسائل وكنا نراقب اطلالة البريدي للحي حيث المنازل بدون عناوين وكان محل تجاري هو العنوان حيث تتجمع لديه رسائل الحي الذين هم زبناءه”يقول المواطن حمادي ابراهيم تجاوز العقد السادس، حتى إدارة البريد كانت تعتني بالموزع وتمنحه امتيازات جراء عمله “عندنا عناية خاصة انذاك كمنحة المردودية مرتين في السنة ولباس صيفي واخر شتوي وتعويض عن المحروقات ومئتي درهم للسنة تعويض الحذاء زيادة على امتيازات اخرى وكذلك اكراميات بعض المواطنين يضيف عزيز البوكريني ساعي البريد السابق.
* ساعي البريد اليوم
بسبب التكنولوجيا الحديثة ذهبت الرسائل بين افراد العائلة الواحدة والادارات اصبحت تتعامل بالعنوان الاليكتروني وهناك فقدت الرسائل دورها وبالتالي ساعي البريد تجاوزته هذه التكنولوجية ” اصبح دور ساعي البريد يقتصر على توزبع رسائل شركات الاتصال والمواطن يعرف تاريخ الاداء.ورسائل الابناك حيث يعرف الزبناء مافي حساباتهم من مبالغ اما الحوالات ممنوع أداءها بمحلات الاقامة وهنا يتضح ان ساعي البريد اصبح متجاوزا” يقول عبد العزيز البوكريني ساعي البريد سابقا.
* الحال يكفي عن السؤال
سنة 2010 تخلى بريد المغرب عن صفة المؤسسة العمومية ليصبح شركة مساهمة كما تم إنشاء البنك البريدي (البريد بنك) كشركة تابعة ذات صفة كاملة وأصبح الموزع البريدي يقتصر دوره على مهام تجاوزتها التكنولوجية الحديثة ولم تبقى له تلك المكانة المجتمعية والترحيب وأصبحت صوره يحتفظ بها هواة جمع الطوابع البريدية.