زواج القاصرات مقصلة الفتاة ووأد مشرعن بالعرف

تعتبر ظاهرة تزويج القاصرات آفة تنخر جسد المجتمع المغربي منذ سنين طويلة بالرغم من مطالبة العديد من الحقوقيين بوضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت الشغل الشـاغل لقضـاة وطلبة العلم والناشطين الحقوقيين والباحثين الاجتماعيين بإعتبارها اغتصابا للطفولة حيث يدعون إلى تحديد قـانون يحدد  عمـر معـين للـزواج، في ظل الجهل والفقر المنتشر بين أولياء الأمور الذي يدفعهم إلى تزويج بناتهم في سن جد مبكر .

زاينة…طفلة اغتصبت براءتها بسبب الوضع المادي المزري

تحكي زاينة للمصدر ميديا عن قصة زواجها والظروف التي كانت سببا وراء الزج بيها في سن لم يتجاوز 15 سنة حيث أنها لم تكن تعرف ما معنى الزواج أو المسؤولية خاصة وأن القرار كان بيد والدها الذي فضل أن يزوجها لرجل يكبرها بحوالي 30 سنة فقط لأنه كان ميسور الحال و أن وضعيتهم المادية كانت مزرية.

وتضيف زاينة أنها عانت في السنوات الأولى حيث أنها تحملت المسؤولية في الوقت الذي كانت ترغب فيه بالداراسة و اللعب مع قريناتها، و إلى حدود الساعة لا زالت تشعر أن طفلة اغتصبت براءتها بداخلها.

نعيمة..لم أجد أي مشكل في التأقلم مع الحياة الزوجية

وفي حوار مع نعيمة أم لطفلين تحكي لنا أن والديها زوجاها في سن مبكر تطبيقا للعرف السائد في المنطقة التي تنتمي لها إذ أن جميع الفتيات يتزوجن في سن مبكرة .

وأضافت نعيمة أن الزواج في سن مبكر يعد شيئا اعتياديا و لاحرج في تزويج الفتاة وهي لا تزال قاصر حيث أنها مرت من نفس التجربة ولم تجد أي مشكل في التأقلم مع الحياة الزوجية.

الحاجة عائشة…جدي زوجني لشخص كنت أناديه بعمي

تسرد لنا الحاجة عائشة البالغة من العمر 76 سنة قصة زواجها الطريفة حيث أن جدها قرر تزويجها من أحد أفراد عائلتهم الكبيرة والتي كانت تناديه “بعمي”.

وتضيف الحاجة عائشة أنها تزوجت في سن جد مبكر غير أنها كانت قادرة على تحمل مسؤولية الزواج بالرغم من صغر سنها.

وتؤكد الحاجة عائشة على أن تزويج الفتيات في الوقت الراهن أصبح شيء صعب للغاية خاصة وأن بنات الجيل الحالي غير قادرات على تحمل مسؤولية زوج و أسرة الشيء، حيث أن تزويجهن قاصرات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها.

رحال بوبريك…التراكمات التاريخية تحتم على الفتاة قبول الزواج دون الأخد برأيها

في تصريح للمصدر ميديا أكد رحال بوبريك أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط على أن زواج القاصرات في المغرب متربط بظروف المرأة ووضعيتها داخل المجتمع حيث أن ظاهرة تزويج القاصرات تكثر في المجتمع القروي التقليدي بإعتبارها قاعدة عامة.

ويضيف بوبريك على أن في بعض القبائل لا يورثون المرأة بإعبتبار أن حظور المرأة في المجتمع التقليدي جد ضعيف حيث ينظر إليها ككائن ناقص ولايمتلك مقومات عقلية تمكنه من اتخاد قرار .

ويرجع تزويج القاصر يضيف بوبريك إلى تداعيات اقتصادية وثقافية ودينية كما أن هناك تراكم تاريخي يحتم على الفتاة قبول الزواج دون الأخد برأيها حيث أن الأب من يقرر في الموضوع لأنها تبقى في نظره قاصر من حيث السن و قاصر فكريا وتبقى محجور عليها.

كما كشف  الأستاذ بوبريك أن تزويج القاصر يتم بتواطؤ مع المرأة الا وهي والدة الفتاة حيث توافق الاب في القرار من أجل تزويج الفتاة في سن مبكر وتحصينها أخلاقيا ومن أجل تكوين عائلة بدافع أن الأمر في مصلحتها.

وأشار بوبريك إلى أن زواج القاصر يمكن أن يتم بدافع إقتصادي حيث ترغب العائلة “التخلص” من الفتاة لظروفهم المادية الصعبة .

المصطفى يطو..من الصعب إقحام طفلة في مؤسسة الزواج وهي لم تحقق النضج العاطفي والسلوكي بعد 

أكد الأخصائي النفسي المصطفى يطو في اتصال بالمصدر ميديا على أن الفتيات اللواتي يتزوجن في سن أقل من خمسة عشر سنة من الممكن أن يدخلن مباشرة في مرحلة “أعراض الحمل ” وهي غير مهيأة نفسيا  وبدنيا للدخول لتلك المرحلة الشيء الذي يترتب عليه مخاطر عضوية و نفسية .

وأضاف الدكتور المصطفى أن الفتاة القاصر عند الحمل تواجه العديد من المخاطر التي من شأنها التي تسبب لها في مشاكل عضوية سواء أثناء الحمل أو الولادة .

أما من  الجانب النفسي يضيف يطو أن الفتاة تدخل في حالة من الإكتئاب خاصة وأن فترة أقل من 15 سنة فهي مرحلة الطفولة التي يكتسب فيها العديد من الأمور التي تساهم في بناء شخصيته .

وكشف الأخصائي النفسي على أن الزواج هو مسؤولية ومن الصعب إقحام طفلة في مؤسسة الزواج وهي لم تحقق النضج العاطفي والسلوكي بعد .

الكتاني.. لا يوجد ما يحرم زواج القاصر من الناحية الشرعية

أكد الأستاذ محمد الكتاني على أنه يجب على الإنسان أن لا يقارن بين الفتيات اللواتي يقطن بالمدن الكبرى والأخريات اللواتي يعشن في البادية و المناطق النائية ، وأنه من الناحية الشرعية لا يوجد ما يحرم زواج القاصر غير أن الفقهاء يشترطون في الزوجة أن تكون مطيعة للزواج وهذا يختلف من بيئة إلى أخرى و من جو إلى آخر و من زمان إلى زمان ، كما أن موضوع الزواج يرجع إلى تقدير الوالدين.

وأضاف الكتاني على أنه مسألة وضع سن معين للزواج وتطبيقه على الجميع فهو شيء غير معقول، و يمكن أن يترك مساحة شاسعة للفساد ومنفتحة لمن أراد أن يفسد الأجيال بالإختلاط الشيء الذي ينتج عنه جيل مستهتر بفعل الزنا والفجور مما يجعل المجتمع يبحث عن حل للمعضلة و التي تتمثل في الالتزام بالأحكام الشرعية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد