رشيد نية.. مقاول شاب يعيد الحياة لقطع الثوب المهملة
فقدان شخص ما لعمله ليس نهاية العالم، بل قد يشكل فرصة للانفتاح على تجارب ذاتية أخرى أرحب وأكثر نفعا، خصوصا عند التسلح بالإرادة القوية والعزيمة الحثيثة مثل ما حصل للشاب رشيد نية.
صناعة ألبسة مربي النحل.. مشروع يولد من رحم المعاناة
رشيد نية، شاب يبلغ من العمر 35 سنة، يتحدر من مدينة سيدي يحيى، بدأ مشروعه، لصناعة بذلات واقية وقفازات وأقنعة للوجه وألبسة خاصة بمربي النحل، بعد أن فقد عمله في شركة بالقطاع الخاص.
بمجرد علمه بمنصة الشباب التي أحدثت بسيدي سليمان في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لم يتردد ولو للحظة في زيارتها من أجل التعرف على شروط الاستفادة وبدء تنفيذه مشروعه الخاص.
يحكي رشيد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الاحتفال بالذكرى السابعة عشر لإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسيدي سليمان، أن مشروعه انطلق بإمكانيات متواضعة وبسيطة، مضيفا أن الطموح كان يحذوه دائما في أن يطور مشروعه ويشغل بعضا من شباب مدينته سيدي يحيى، في ورشته التي تكبر يوما بعد يوم.
كانت علامات الفرح بادية على محيا رشيد الذي أسس مقاولته سنة 2021، وهو يتسلم آلات جديدة للخياطة، في منصة الشباب، قدمتها له المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمساهمة تقدر بـ 83 ألف و520 درهم.
يقول الشاب الثلاثيني إن مشروعه، الذي يعد صديقا للبيئة، يساهم في إعادة تدوير قطع الجلد والثوب، مبرزا ان مبادرته الذاتية هاته خرجت من رحم المعاناة، لأن فكرتها تولدت لديه خلال الفترة التي أعقبت فقدانه لعمله.
وأشار إلى أنه توجه صوب الشركة التي كان يشتغل بها وطلب من مسؤوليها تمكينه من قطع الثوب المتبقية والتي يتم فرزها بعد عملية التصنيع، متابعا أن مسؤولي هذه المقاولة لم يبخلوا عليه بذلك، حيث كان له ما أراد، ليشرع في إعادة تدورير هذه المادة الخام واستغلالها في صناعة محفظات وألبسة لقيت إقبالا كبيرا في السوق المحلية.
وأبرز أنه بعد نجاح الفكرة الأولية قرر إنشاء مقاولة وتطوير المشروع، “بعدها توجهت إلى قسم الأعمال الاجتماعية بعمالة سيدي سليمان، يقول رشيد الذين وجهوه بدورهم إلى منصة الشباب”، مؤكدا أنه في المنصة تلقى تكوينا أكسبه الحس المقاولاتي الذي ساعده في تطوير مقاولته.
وأشار رشيد، الذي يطمح إلى تشغيل ثمانية أشخاص في ورشته، إلى أنه استفاد من التمويل والمواكبة من منصة الشباب، مؤكدا أن مشروعه يلبي حاجيات مربي النحل بالإقليم من ألبسة خاصة، وقفازات وأقنعة وبذلات خاصة بهم، بحكم تواجد العديد من مربي النحل في المنطقة.
منصة الشباب.. فضاء للباحثين عن فرصة لتحقيق طموحاتهم
تعتبر منصة الشباب آلية لتفعيل برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب وفضاء لتوجيه ومواكبة الشباب، تمكنهم من تعزيز قدراتهم المعرفية ، وترسيخ روح المقاولة وتأهيلهم لولوج سوق الشغل ومواكبتهم في بلورة أفكارهم وتحويلها الى مشاريع ملموسة مما يضمن إدماجاهم السوسيو اقتصادي.
وتتكون منصة سيدي سليمان من عدة فضاءات تتعلق بالاستقبال والاستماع والمواكبة والتوجيه ودعم الاقتصاد الاجتماعي التضامني ودعم الإدماج في سوق الشغل ودعم الحسن المقاولاتي إلى جانب فضاءات تخص المعارض والاجتماعات والأنشطة الموسيقية والعروض، يستفيد منها شباب إقليم سيدي سليمان المتراوحة أعمارهم بين 18 و45 سنة.
وتشرف على تدبير هذه المنصة هيئتان تم التعاقد معهما من طرف اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية: الأولى (SFORHET) تتكلف بالتدبير الإداري للمنصة وتقديم خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه والثانية ( MCISE المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية) تتكلف بتفعيل محور دعم حس المقاولات لدى الشباب في شقيه ما قبل الإنشاء وما بعد الإنشاء.
واستفاد من خدمات المنصة منذ إنطلاقها في 17 يوليوز 2021 بسيدي سليمان أزيد من 1200 شابا وشابة في كل ما يتعلق بالتأطير والتكوين والتوجيه ودعم المقاولات الذاتية.