العيون : المحجوب الأنصاري
لم تفلح دوريات الامن سواء بالمغرب او اسبانيا في وقف موجة قوارب الموت، كما لم تمنع الوسائل التقنية والطائرات الاستكشافية ومراكز المراقبة على طول الشواطىء من تنامي الظاهرة. “المصد ميديا” في لقاء مع بعض الحالمين بالعيش الوردي حيث كتبت لهم حياة جديدة ليحكو كيف كانت الرحلة من البداية حتى وطئت اقدامهم مياه الاطلسي قصد القيام بعملية الهجرة.
* وكانت البداية
من اجل الوقوف على هول ظاهرة الهجرة السرية التقت “المصدر ميديا ” مع الناجين من الرحلة نحو الحلم بالعيش داخل اوروبا واضواءها .” تم الاتفاق مع وسيط داع صيته في المجال على مبلغ الحريك ( علمنا فيما بعد انه تم اعتقاله ) الذي يقدر بثمان الاف درهم، وبعد اخذ رقم الهاتف حثني على الاستعداد الدائم للرحيل وبعد مرور خمسة ايام اتصل وكان الموعد باحدى المقاهي بحي شعبي بالعيون العليا، منها انتقلنا الى احد المنازل في اطراف المدينة لنجد امامنا العشرات من المغاربة ومن الدول الافريقية الاخرى يغمرهم حلم حصد الاموال من اوروبا ” يقول سعيد . ر شاب معطل .
وعن الدوافع من ذلك يضيف ” انا حاصل على دبلوم وشواهد دراسية تعبت من كتابة طلبات العمل والمشاركة في مباريات التوظيف، ابي متوفي والدتي طباخة في المناسبات تعبت من مد يدي لها ” تختلف الروايات من شخص لاخر والسبب واحد ضيق ذات اليد .
“بعدما ساد الظلام ونامت العيون امتطى الكل سيارة الدفع الرباعي بعد استلام الوسيط المبالغ المالية المتفق عليها ليبتلعه الظلام، فيما حمل الباقون اجزاء الزوارق المفككة والمحركات فوق السيارة .وعبر مسالك وعرة بوادي الساقية الحمراء بعيدا عن السدود الامنية يستقر المقام بالكل وسط غابة من اشجار الطلح بنواحي مدينة السمارة ليتم بناء القوارب وجمع اجزاءهما في اقل من نصف الساعة ” يقول العياشي، ن احد الناجين من قارب الموت .
ويكمل حديثه قائلا “وجدنا امامنا الكثير من المرشحين للهجرة من دول افريقية تم جلبهم من الحدود الموريتانية ويقدر عددهم بالاربعين نفرا” هناك حسب قولهم يعاملون من طرف المنظمين كالقطيع وشتى انواع الممارسات الحاطة من الكرامة التي يتعرضون لها .
“ما ان ظهرت الخيوط الاولى من الفجر حتى تم اخفاء القوارب تحت الكثبان الرملية فيما نحن نختبىء تحت اشجار الطلح ويسمى المكان حسب المنظمين ب (المراح ) وفيه كل شئ مباح للمنظم ومساعديه حيث الكل تحت رحمتهم فقد شاهدنا احدهم ينفرد بافريقية وممارسة الجنس عليها فيما قام احدهم باستغلال حاجة البعض للاكل ومدهم بخبزة وعلبة السردين مقابل خمسة اورو /خمسون درهم مغربية /” يقول الاحمدي ، ص شاب شاهد الموت بعينيه .
بعض المرشحين من الدول الافريقية لهم حكايات المجىء يقول همام _27 سنة _ ” اتيت عن طريق موريتانيا من طرف شبكة مختصة في ذلك منهم مغاربة وموريتانيين بمبلغ مائة اورو”.
* انطلاق الرحلة نحو المجهول
“بعد ان اطلق الظلام جناحيه رجعت الحياة للمكان فتم اخراج القوارب من تحت الرمال والقيام بتجربة المحرك واتصل المنظم بسائقي سيارات اخرين ليتم نقل قاربين احدهم كان جاهزا من قبل للمرشحين المغاربة والثاني للباقين” يقول عبد الله . احد المرشحين للهجرة ليوضح ما الفرق بين القاربين ان الزورق المخصص للمغاربة” مصنوع باتقان حتى لاتكون الكارثة وينتقم المرشحون من المنظم حال عودتهم لبلدهم ” وبعدما انطلقت الرحلة من جديد في اتجاه البحر وتسمى تلك الليلة عند المنظمين ب ( التعويمة ) يضيف عبد الله ” امتطى الجميع ثلاث سيارات ذات الدفع الرباعي بأضواء مطفئة وبعد سبع ساعات من الرحلة حط الجميع قرب الشاطئ بمنطقة امكريو نواحي طرفاية حيث قام المنظم ومساعديه وسائقي السيارات الرباعية بنزع الاشياء الثمينة من الجميع كالهواتف النقالة والاحذية وغيرهما وامتطينا جميعا زورقا اخر وتم منح ربانيهما بوصلة و 420 لتر من البنزين “.
هناك اجتمعت ديانات العالم على شاطىء طرفاية فهناك المسلم والمسيحي جمعتهم الاقدار وبريق اوروبا .
* من البحث عن العمل الى الاعتقال
يقوم المغرب سنويا بترحيل الآلاف وتكلف هذه العملية صندوق الدولة مايناهز مليون درهم ويتم تجميعهم قبل الترحيل بالنسبة للعيون في مكان تغيب به ابسط شروط الحياة حيث كان سابقا مقرا إداريا موروثا عن الحقبة الاسبانية، وهناك حسب قول بعضهم الاكتضاض والاغذية القليلة اما بالداخلة يتم تجميعهم قبل ترحيلهم في ملعب لكرة القدم.
في حين المغاربة الموقوفين بالديار الاسبانية فيتم تجميعهم في مكان عبارة عن مستودع قرب المطار بمنطقة لانزروتي ” تمارس علينا انتهاكات خطيرة كالضرب والقيام بغسل الاواني قصد الانتقام منا كما يقوم الموقوفين من دول جنوب الصحراء بالتبول ليلا علينا ” يقول الصديق، خ احد المرحلين المغاربة كما يضيف “يقوم الاجانب بضربنا بالقارورات الفارغة وارغامنا على اكل لحم الخنزير متسائلا اين المنظمات الحقوقية المغربية والبعثات الدبلوماسية من الذي يعيشه المغاربة بإسبانيا؟ “.
للحد من هذه الظاهرة يقول تميم محمد باحث في ميدان الاقتصاد واسترتيجية النمو “من الصعب وقف هذه الظاهرة فالمغرب اصبح قنطرة عبور ، فهناك حل وحيد هو تدخل الامم المتحدة بالمعدات اللوجستيكية لمحاربة الظاهرة ومحاولة تنظيم النمو الديموغرافي بالقارة السوداء والاستثمار هناك واقامة مشاريع عملاقة قصد استقرار هؤلاء ببلدانهم “.
هي ظاهرة خطيرة وجب تظافر جهود الدول الافريقية والاوروبية للحد منها بحيث تقتل اكثر من الحروب الدموية .