رئاسة وهبي لمجلس وزراء العدل العرب ..ما بين التطلعات والواقع

شكل اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب المنعقد يومي 19 و20 أكتوبر الجاري 2022 محطة رئيسية في بداية ولاية جديدة يرأسها المغرب باسم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، تكمن أهمية هذا الاجتماع في النقط المدرجة بجدول اعماله والتي شملت مواجهة التحديات وكسب الرهانات خاصة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب وبعض الجرائم المستجدة، ومناهضة خطاب الكراهية.

لاشك أن الباحث والمهتم بهذه القضايا سيشد انتباهه مدى أهمية هذه المحاور التي سيساهم المجلس من جانبه كقوة تشريعية في الحد منها ومحاربتها من خلال توحيد التشريعات العربية المرتبطة بهذه الظواهر الخطيرة.

نظرا لما يعيشه المحيط الإقليمي من تهديدات للجماعات الإرهابية وعودة الإرهابيين من المناطق النزاع ، كان لابد ان يسلط الضوء على هذا الملف وبحث كل المبادرات والقواعد الثنائية والجماعية للوقوف على جوهر المشكل .

في هذا السياق، جاء في كلمة وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي ” وإذا كانت الجهود المبذولة قد ساهمت في خلق تراكمات مهمة خاصة على مستوى الجانب التقنيني سواء على مستوى الممارسة الاتفاقية أو القوانين الاسترشادية في إطار ما يسمى بالالتزام الفني، فإن بعض مكامن القصور مازالت مرصودة على مستوى عنصر الفعالية، الذي يحتاج إلى ضرورة دفع الذكاء الجماعي لنا لخلق آليات تنسيقية وعملية للتطبيق الأمثل لما تم التوافق عليه، ولتبادل المبادرات والممارسات الفضلى في إطار القواعد الثنائية أو المتعددة الأطراف ترشيدا للزمن وللتكاليف المادية من خلال ما يقوم به كل منا من زيارات أو لقاءات ثنائية قد يكتشف جواهر لدى غيره تحل إشكالات لديه، كما قد يرى عنده أجوبة تعطي ردودا على أسئلة نظيره “.

فبالنظر الى الخبرة التي راكمها المغرب في مجال محاربة الإرهاب، سيكون لرئيس المجلس التنفيذي عبد اللطيف وهبي دور محوري في إيجاد سبل التعاون والآليات الكفيلة بالتصدي لهذه التحديات الإقليمية وتوحيد الرؤى لإيجاد الحلول باعمال الخبرة المغربية لبناء مجتمعات أٌقوى وأكثر صمودا، تمكن من تعزيز ثقافة حقوق الانسان والحريات .

في ذات السياق، أكد نائب رئيس المكتب التنفيذي لجدول أعمال هذه الدورة، على  أهمية جدول أعمال هذه الدورة والتي يعد الارهاب أهم نقاطه قائلا :  ” تشكل هذه الدورة أهمية بالغة  في ظل التحديات التي تعرفها المنطقة حاليا  في مجال مكافحة الإرهاب  والتأكيد على تواصل الجهود المشتركة في مكافحته، كما أن هذه الدورة تشكل خطوة هامة لتعزيز التعاون العربي والدولي في المجالات القانونية والقوانين وتفعيل الاتفاقيات العربية ذات الصلة، وتمثل مشاريع القرارات التي بين أيدينا أحد برامجنا الهامة للوصول الى ذلك “.

كل هذا لن يتسنى الا بتعزيز التعاون في مجال القضاء بصفته آلة قانونية لحماية الفرد من انتهاكات حقوقه بفعل الإرهاب، والجريمة الناجمة عن انتشار خطاب الكراهية و غيرها من الجرائم المستجدة ، وهو ما أكد عليه  وهبي في كلمته يوم الخميس 20 أكتوبر بافران ” وهو الأمر الذي سبق أن أكدنا عليه مرارًا واقترحنا اعتماد قنوات لتحقيقه كآلية قضاة الاتصال وقضاة التوثيق التي أكدت التجربة على نجاعتها وفعاليتها في التقريب بين الأنظمة القانونية والقضائية وتسهيل آليات التعاون الدولي وحل العديد من الإشكالات العملية .. بالإضافة إلى خلق آليات للتعاون المشترك كالنظر في إمكانية خلق تطبيقية عربية للنصوص القانونية والعمل القضائي الوطني. كما أن العدالة أصبحت اليوم مطالبة بلعب أدوار طلائعية لمواكبة مجالات أكثر راهنية كتحفيز الاستثمار وحماية البيئة والحفاظ على موارد الطاقة وتحقيق السلم والأمن الاجتماعي “.

فنجاح هذه الدورة للمجلس التنفيذي لوزراء العدل العرب والتي أشاد بها كافة الأطراف المشاركة، تعكس مدى أهمية انتقال الرئاسة الى المغرب في هذه الظرفية الحاسمة، ومامدى قدرة المملكة المغربية على تزيل وتفعيل كافة النقط المدرجة في جدول أشغال هذه الدورة، وهو ما أكده وزير العدل المغربي ” إن المملكة المغربية الوفية لالتزاماتها ولمبادئ وقيم الأخوة والتضامن والتعاون عازمت تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على الانخراط في كل المبادرات الإيجابية الهادفة إلى تطوير الشراكة والتعاون المشترك الفعال والمثمر وهو ما سنحرص عليه من خلال موقعنا بإرادة صادقة وعزم موصول بالتعاون الكامل مع جميع الزملاء من الدول العربية الذين يتقاسمون معنا هذه الإرادة المشتركة”.

تطلعات المجلس خلال هذه الدورة كبيرة جدا وهو ما يلقى على وهبي مسؤولية كبيرة في إيجاد حل للعديد من الإشكاليات المتراكمة، فنجاح وزير العدل في رئاسة هذه الولاية هو نجاح للمغرب، شكلت المحطة الأولى في افران من خلال التنظيم الجيد والمحكم والاشادة والتنويه من طرف كل الحاضرين أفق ما ستكون عليه رئاسة المغرب لهذه الدورة.

المصدر ميديا : لمياء الخلوفي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد