رأي في .. سيدي وصالك …

كتب : د. سعد ماء العينين

سيدي وصالك …. زاد عليا حنيني
زادني دلالك عشق …. و أنت ناسيني

معاني كلمات هذه الأغنية العاطفية، ولو بصيغة مختلفة، تتردد هذه الأيام على لسان نسبة كبيرة من المواطنين من ضعاف الحال، حيث تتغنى قلوبهم من حر الشوق لاقتناء خروف العيد !

الغالبية العظمى من عموم الشعب تنتظر هذا الوقت من السنة، أي عيد الأضحى المبارك، لكي تفرح وتمرح وتحتفل مع الأقارب وتلتقي الأحباب !

هذا العيد كذلك، يعتبر فترة عطلة بالنسبة للكثير من الحرفيين من نجارين وحدادين ونقاشين وغيرهم من أصحاب المهن اليدوية، ومعهم كذلك خلق كثير آخر ينتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر !

ومن أركان العيد المهمة الاضحية، وعندما نتحدث عنها فحتما سيقودنا الكلام لأثمنتها في السوق هذا العام، فلقد بلغت مستويات غير مسبوقة من الغلاء، خصوصا ونحن في وضعية اقتصادية غير طيبة بالمرة، فالكوفيد أطاح بالقدرة الشرائية للمواطن البسيط، ونسبة البطالة ارتفعت، والحكومة أتعبت جيوب المستثمرين والمقاولين بالضرائب (خصوصا الصغار والمتوسطين)، ولم يعد في مقدور الكثيرين شراء كيلو أو كيلوغرامين من اللحم فبالأحرى شراء كبش كامل !

وفي نفس الوقت يطلع علينا أصحاب الفيسبوك كل يوم بصور لأكبر خروف، وأكبر عتروس، وأغلى أضحية … من منشورات تثير غيظ الضعيف والمسكين غير القادر على اقتناء ذبيحة، والمثير للسخرية أن أثمنة تعبئة الانترنت تبدأ من خمسة دراهم، وبالتالي حتى أولاد وبنات أفقر الأسر على وجه هذه البقعة من الأرض عندهم إمكانية الولوج إلى مواقع التواصل الإجتماعي، وبالتالي يتعرضون يوميا للأذى النفسي من رؤية صور الأضاحي والذبائح والاكباش التي تعرض للبيع في الأسواق والتي لا قدرة لذويهم وأهاليهم على شرائها !

إن ذبح الأضحية يوم عيد الأضحى في الأصل سنة مؤكدة للقادر عليها، ومن لم يقدر فلا لوم عليه، ولكنها للأسف في زمننا هذا أصبحت أكثر من ذلك، وعدم القدرة على شرائها قد يتسبب في الكوارث داخل الأسر، ابتداء من الازمات النفسية عند الصغار وصولا للصراعات بين الكبار !

وبخلاف الحال الذي نحن عليه هنا، في أوروبا وبعض الدول المحترمة، تصرف منحة سنوية للأسر قبيل فترة الأعياد،وبالضبط في أواخر شهر دجنبر لمساعدة العوائل على توفير المستلزمات الضرورية للإحتفال وأبنائهم بكل كرامة وانسانية، لأن الفرح والاحتفال ضرورة وحق لكل مواطن، والعيد مناسبة للسعادة، وليس فرصة لتذكير كل فقير وضعيف بما هو عليه من بؤس وشقاء !

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد