دريد: الدرما الرمضانية المغربية في أكثرها أعمال لا يمكن حتى تصنيفها

أثارت الأعمال الرمضانية خلال هذه السنة، موجة من التدمر والانتقادات لدى المشاهد المغربي، المصدر ميديا من خلال نافذة ” عين الناقد ” تفتح باب النقاش حول الاعمال التلفزيونية الرمضانية من خلال رؤية نقاد مغاربة، اليوم يناقش معنا هذا الموضوع الناقد السينمائي و المنتج المغربي محمد دريد.

اعتبر المنتج المغربي محمد دريد أن الأعمال الدرامية التي قدمت هذه السنة على التلفزيون المغربي خلال شهر رمضان، في أكثرها أعمال لا يمكن حتى تصنيفها.

وأكد دريد، في تصريح للمصدر ميديا، أن هذا النوع من الأعمال هو ما اثار استياء المشاهد والتي مع كامل الأسف استولت على أوقات الدروة، لكن في المقابل شدد المنتج المغربي على أن هناك أعمال “ممكن تصنيفها بأعمال تستوفي بعض الشروط الضرورية رغم ما لها وما عليها، تقنيا وفنيا، لكنها ترقى إلى الذوق الرفيع وتحضي بالاحترام، وهي نادرة جدا وتنحصر في عملين أو ثلاثة على الأرجح، وهي تتعرض بكل أسف للحيف في توقيت برمجتها”، وصنف ثالث من الأعمال “أعمال البين بين” التي “يظهر عليها قلة التركيز في الشكل والمضمون”.

واوضح المنتج المغربي، مشخصا للأسباب والمسببات الموضوعية لتخلف ورداءة بعض الأعمال الدرامية، أن هذا واقع الأزمة يرتبط بشكل رئيسي على استمرار تركيز قنوات القطب العمومي لما يزيد من 6 سنوات على بعض المنتجين المحظوظين دون غيرهم، ارتبطت أعمالهم باعتماد وجوه فنية في العديد من الأعمال في نفس الوقت، وهو ما دفع إلى حصول ملل ونفور لدى المشاهد المغربي.

واضاف دريد أن تركيز القنوات في طلباتها على الكوميديا بكثرة وفي وقت وجيز، يعتبر سببا من بين أسباب “أزمة الدراما المغربية” التي تتطلب أعمالها وقتا لدراسة العروض الدرامية المقدمة بدقة وإمعان من طرف أعضاء لجن يطرح سياق اختيارها سؤالا جوهريا ”من يقرأ لمن… ومن يحكم على من؟”، ليبدأ في حال قبول العمل سؤال الزمن الضروري لإنجاز العمل والذي غالبا لا يتعدى 3 أو 4شهور علما أن العروض تتضمن أغلبها حلقتين أو ثلاثة حلقات مكتوبة، منها حلقة نموذجية في أحسن الظروف، وبعد الموافقة يبدأ العد العكسي في كتابة الباقي وإنجازه، ولنا أن نتصور كيف يتم ذلك حتى قيل أن أكثر السيناريوهات ٌتكتب أثناء الـتصوير… فماذا يمكن أن ننتظر من هذا الوضع الذي طال أمده؟…”.

وأبرز دريد أن هذا الوضع المتأزم يزداد حدة إذا ما أضفنا إلى كل هذه الأسباب “عدم وجود المنتج الفني والمؤطر أثناء الإنجاز وترك الممثلين وخاصة الجدد منهم يشخصون على هواهم، حتى أن جلهم نسوا بأنهم ضيوف مفروضين على البيوت وجعلوا من التلفاز موطن لما نسميه بالعامية ”راس الدرب”…”.

أما من حيث الشكل، فقد اعتبر دريد أن الوضع جد مزري، خصوصا في ظل الطفرة النوعية والكمية التي تعرفها التقنيات الحديثة والإمكانات الإبداعية الكبيرة المساعدة في “رسم الديكور الافتراضي بدلا من كارنفال الألوان الذي نشاهده على مستوى الديكور نفسه وحتى على مستوى لباس الممثل”.

وأخيرا عبر دريد عن عميق حزنه لما أسماه ” بالإهمال والإقصاء المتعمد والممنهج لروادنا في تأطير الشباب والضرب بعرض الحائط بتجربتهم الغنية والطويلة والتي أبلوا فيها البلاء الحسن، وتاريخ الدراما المغربية يشهد على ذلك رغم الإمكانيات المتواضعة جدا، وهذا ما يجعل جلهم عرضة للضياع والتهميش ومنهم من يعاني من المرض والضيق ما لا يطاق…”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد