دراما رمضان….اين متمم العمليات!!!

كما في كل سنة ينتظر المغاربة ان تجود عليهم قنواتهم التلفزية بأعمال فنية جيدة وقوية تستطيع أن تنافس الإسهال الدرامي الذي تقدمه كل القنوات العربية، ولنا الحق في ان نمني أنفسنا بمشاهدة أطباق فنية تشبع العقل، لأننا نتوفر على كل الامكانيات التي تمكننا من ذلك.

دولة لها تاريخ كبير، وتنوع ثقافي جميل، ومناظر طبيعية خلابة، واسماء تاريخية وسياسية وثقافية بصمت التاريخ القديم والمعاصر، كل هذا وغيره مما لايتسع المجال لذكره ورغم هذا كله نجد انفسنا غير قادرين على دخول غمار المنافسة.

مواضيع سطحية، وفكاهة سخيفة تعتمد كلها على الصراخ و”تعواج الفم” والحركات المبتذلة بشكل مستفز، لاوجود لتطور ملحوظ، كل المواضيع يتم اعادتها كل سنة بشكل تقليدي ضعيف.

وحتى نكون منصفين اكثر لابد من التأكيد على اننا نتوفر على وجوه فنية متميزة واداءها قوي ولكن بشكل فردي مع الاسف، اسماء تؤدي ادوارها بشكل قوي ولكن كلما اجتمعت في عمل واحد يكون ضعيفا، ومن هنا يكون التأكيد على ان الضعف الحاصل في الدراما المغربية  هو مسؤولية اطراف كثيرة، ومنها فشل الكتاب في تقديم نصوص قوية رغم ان المادة الخام موجودة في كل مناحي الحياة المغربية، فشل في اختيار قصص من واقعنا المعاش وهو مايتطلع المغاربة اليه، قصص تلامس مشاكلهم وتعبر عن انشغالاتهم، نصوص تعبر عن الخصوصية المغربية التي تتميز بتعدد اللهجات واختلاف العادات والتقاليد من منطقة لأخرى، هذا عن المحتوى، اما مستوى الشركات المنتجة فحدث ولاحرج، شركات تسابق الزمن في وقت قياسي من اجل اخراج كم هائل من الاعمال المرتجلة والعشوائية رغبة منهم في تقليص النفقات وطبعا كل هذا يجعل الابداع غير حاضر.

واذا تحدثنا عن البرامج التلفزيونية التي تطل علينا في هذا الشهر الكريم وحتى قبله، برامج فاشلة بكل المقاييس والمشاركين فيها يحتاحون لدروس في العفوية والمهنية، حتى التقليد لانفقه فيه شي ولانحسنه كما يجب.

لماذا ياترى لم نستطع مواكبة الطفرة الاعلامية الحاصلة في كل القنوات العربية؟ لماذا لم تستطع قنواتنا التلفزية شد انتباهنا اليها على كثرتها واختلاف موادها؟ من المسؤول عن هذا العبث الذي تقدمه هذه القنوات؟

اسئلة تظل معلقة الى حين، في ظل تهرب الجميع من المسؤولية وفي ظل غياب متمم للعمليات رغم وجود كل عناصر النجاح.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد