على بعد أقل من أسبوعين على انتهاء الفترة الثانية من حالة الطوارئ الصحية التي أقرتها السلطات العمومية المختصة للحد من تفشي وباء فيروس “كورونا” المستجد، انتظر المغاربة إجابات شافية من سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في خرجته الإعلامية يوم أمس الخميس، لمعرفة خطة حكومته لرفع الحجر الصجي وكذا مجموعة من الأمور الأخرى المرتبطة بتأثير الجائحة على عدد من القطاعات وغيرها من المواضيع.
خرجة السيناريوهات
بعد نهاية لقاء رئيس الحكومة الإعلامي، بقيت نفس الأسئلة العالقة في أذهان المغاربة تنتظر الأجوبة المقنعة، واعتبر العديد من المغاربة أن الخرجة الإعلامية للعثماني لم تأت بأي جديد يذكر وكأنها لم تمر إطلاقا.
تصريح العثماني الذي قال فيه “سأكون كاذبا إذا قلت إن لدينا تصورا للخروج من الأزمة الحالية، وواهم من يعتقد ذلك”، زاد من تخوف المغاربة وتوجسهم بشأن مستقبل المغرب ما بعد “كورونا”، في الوقت الذي كانوا ينتظرون إشارات الاطمئنان من رئيس الجكومة في خرجته الإعلامية التي عقد عليها العديد من المواطنين آمالا كثيرا لتتضح الصورة لديهم بشكل أدق.
وبخصوص الإجراءات المنتظرة لرفع الحجر الصحي، قال العثماني “وزارة الصحة ووزارة الداخلية تعملان على إدارة ما بعد 20 ماي” موضحا أن هناك سيناريوهات عديدة لهذا الأمر وهي الكلمة التي ظل يرددها طيلة جلسة الحوار دون أن يفهم المغاربة طبيعة هذه السيناريوهات وأسسها وعلى ماذا تعتمد.
وفيما يتعلق بالتعليم، نفى العثماني الإشاعات المتداولة بشأن إقرار سنة دراسية بيضاء، وقال “إقرار سنة بيضاء خبر باطل وزائف”، مشيرا إلى أن التلاميذ والطلبة درسوا نصف سنة تقريبا، ليعود ويكرر أن الحكومة منكبة على العمل على عدة سيناريوهات سيتم الحسم فيها في الأيام المقبلة دون إعطاء توضيح أو تلميح وأو طمأنة التلاميذ وأوليائهم بهذا الخصوص.
وعن تأثير جائحة “كورونا” على الاقتصاد الوطني، ذكر رئيس الحكومة أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك في المرحلة الراهنة، ليقول بعدها أن هناك سيناريوهات “سندرسها ثم نعلن استئناف النشاط الصناعي”.
النقطة التي أفاضت الكأس في خرجة العثماني الإعلامية، هي المتعلقة بمصير المغاربة العالقين في الخارج في زمن “كورونا”، والتي قال أنه “بمجرد اتخاذ قرار فتح الحدود سيتم إرجاع المغاربة العالقين خارج أرض الوطن”، وهو ما يتناقض مع تصريحات ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج الذي أكد في وقت سابق أن المغرب بصدد العمل على خلق شروط عودتهم في أقرب الآجال.
العديد من النشطاء والمهتمين، اعتبروا أن العثماني لم يكن موفقا في خرجته التي أسموها بـ “خرجة السيناريوهات” والتي ربما جاءت في توقيت سابق لأوانه لأنها زادت من تخوف المغاربة بدل اطمئنانهم.
أجوبة العثماني لا تحمل قرارات واضحة حتى للمستقبل القريب
حسن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، اعتبر في تدوينة له على حسابه الشخصي بـ “الفايسبوك” أن “خرجة رئيس الحكومة تبث الالتباس عوض الطمأنة والثقة المرجوتين، إذا ما استثنينا بعض الأرقام المرتبطة بما أنجز، وهذا موجود في بلاغات لجنة اليقظة، فإن جل أجوبة الآتي مترددة ولا تحمل قرارات واضحة حتى للمستقبل القريب”.
القيادي في جماعة العدل والإحسان، أضاف في تدوينته أن “أغرب جواب” للعثماني في خرجته الإعلامية، هو “عندما طمأن المغاربة العالقين بالخارج بالقول أنه لما تفتح الحدود سيتم ترتيب عودتهم، هذا في الوقت الذي كان منتظرا أن يقدم جوابا عمليا، بل كان لزاما أن يخبر بإنجاز، في ملف مغاربة عالقين وسط معاناة لا توصف مثلما تفعل كثير من الدول التي تتحمل المسؤولية وتعيد مواطنيها”.
المتحدث ذاته، اعتبر “أخطر جواب”، هو الاعتراف بعدم امتلاك تصور للمراحل القادمة، والقول بالتوفر فقط على سيناريوهات، وتابع قائلا: “لا أحد يطلب إليكم الكذب لكن لا أحد يفهم سبب وجود حكومة لا تمتلك تصورا للآتي من غير حفلة الشكر ثم الشكر ثم الشكر على طول المقابلة، عدا نفيه لسنة دراسية بيضاء بنبرة وثوقية جيدة كانت مطلوبة في باقي الملفات الهامة. وإلا إذا لم يكن التصور بشأنها ناضجا لحد الآن، ولم يكن ممكنا حتى طرح السيناريوهات الموجودة، فما مسوغ المقابلة أصلا”.