خبير في علم الإجتماع: الإنتحار ورطة نفسية يرى صاحبها الحياة بسوداوية

كثرت في الآونة الأخيرة حالات الإنتحار في مختلف ربوع المملكة، وهو ما لا يخص فئة عمرية معينة، أو شريحة اجتماعية دون غيرها، الشيء الذي قد تختلف أسبابه أو ظروفه، لكن النتيجة تبقى النتيجة واحدة حين يتم اختيار الموت وتفضيله عن الحياة بكل تفاصيلها الحلوة والمرة.

وبناء عليه، ولفهم هذه الظاهرة من منظور علم الإجتماع، تواصلت المصدر ميديا، مع الأستاذ الباحث أحمد متمسك المختص في علم الإجتماع بالمعهد العالي للتجارة، والذي كشف بدوره تفاصيل هذه الظاهرة المخيفة.

قال: “يفكر الإنسان في الإنتحار عندما لا يجد منفذاً آخر، وعندما تغلق جميع الأبواب في وجهه، وذلك بحسب أحاسيسه وأفكاره وقناعاته، إذ يشعر أنه غير موجود غائب، ولا معنى للحياة بالنسبة إليه، ولهذا يفكر في الإنتحار كحل للخروج من هذه الورطة النفسية

وواصل: “دوركهايم ألف كتاباً عن الإنتحار، يبين من خلاله أن الإنسان عندما يفقد علاقاته الإجتماعية، يتولد لديه نوع من فقدان الأمل، يشعر بالانعزال الاجتماعي، وهو ما يدفعه لوضع حد لحياته”

وتابع ذات المتحدث: “وبالنسبة للفئات العمرية خاصة المراهقين أو مراحل الشباب الأولى، نعرف أن هذه المرحلة أساسية لتطور الإنسان، وهو ما يشعره بالرهبه، بحيث تتكون لدية رغبة في تحقيق ذاته وأن يصل لمستوى أقرانه والناجحين في محيطه وأن يستقل نوعاً ما عن والديه..، بالإضافة إلى أنه يعاني نوعا من أنواع الضغط من قبل الآباء والأمهات، إلى جانب الإمتحانات التي قد يفشل فيها وهو ما يشعره بالإحباط والعجز تجاه تحقيق آماله وأحلامه، إذ يستشعر المراهق والشاب عجزه وإخفاقه في الحياة، ومن شدة الضغط النفسي الذي يعاني منه لن يرى المستقبل إلا بنظرة سوداوية قاتمة، بسبب أنه لا يقيم امكانياته وبالتالي يسير إلى الإنتحار”

وفي ذات السياق، قال متمسك، “إذا أردنا تجاوز الظاهرة علينها زرع ثقافة الأمل والتواصل، وأن تفتح المدارس آفاق البعد النفسي لأطفالنا، لأن الصعوبات هي مناسبة لأقوي نفسي وأن أقفز من جديد نحو الحياة، وهو للأسف غائب ومنعدم في المحيط والبيت والمدرسة. علينا أن نؤكد لشبابنا أن الصعوبات موجودة لنحيا من جديد لنبني ذواتنا بقوة وبطريقة أخرى،  إذ أن غياب هذا يوصل الشباب لمرحلة دراماتيكية هي التشاؤم حد قتل الذات، وهو أمر محزن جداً”

والحل في نظري هو تجديد الأمل بدواخل شبابنا، أن نقدم لهم فرص النهوض من جديد أن نستمع لهم، أن ننفس عن مكاربهم، أن نسلط الضوء على قضاياهم، أن نسعى لرفع سقف توقعاتهم.. لأن الحياة فيها من البؤس ما يكفي لتغطية شعاع شمس دافئ.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد