علق الخبير الإستراتيجي في قضايا الصحراء والشؤون الإفريقية عبد الفتاح الفاتحي، على الإتهامات الأخيرة لجبهة البوليساريو من داخل الجزائر للمغرب، بإستغلال الأراضي الموريتانية كمنصة للإتجار الدولي في المخدرات، مؤشرا دالا على قرب نهاية الجبهة وطروحاتها الإنفصالية التي تؤكدها مختلف المتغيرات الدولية ومواقفها الواضحة خصوصا بعد أزمة كاتالنيا وأكراد العراق.
وأكد الفاتحي في إتصال بالمصدر ميديا على أن جبهة البوليساريو أصبحت تحس بان موقفها التفاوضي ضعيف جدا، وهو ما كشفت عنه التحركات الأخيرة للجبهة بدعم من قيادات الجزائر، في محاولة للضغط على منظمة الأمم المتحدة، والتحرك في خطوة استباقية لتغيير مضامين الخطة التي يرتقب أن يعلن عنها من قبل المبعوث الأممي الخاص للأمم المتحدة ” هوست كولر ” بالمنطقة، والتي هي أقرب إلى الواقعية من طرح ما يسمى بتقرير المصير الذي بدا اليوم انه مستحيل، بعد ان تنكر الرأي العام الدولي للمشاريع الإنفصالية، سواء في العراق وإسبانيا.
وأوضح الخبير الإستراتيجي في قضايا الصحراء والشؤون الإفريقية أن هذه المناورات تأتي أيضا في إطار تدقيق الموقف الموريتاني بين المرحلة السابقة التي كان فيها الرئيس الموريتاني رئيسا للاتحاد الأفريقي، وبين الوضعية الحالية التي فرضتها عودة المغرب للاتحاد.
وأضاف ذات المتحدث قائلا: ” هناك تغيرات كثيرة تطال مواقف الدول الإفريقية، خصوصا بعد فشل الطرح الإنفصالي، والخطر الذي أصبح يشكله حتى داخل بعض الدول الإفريقية، وتهديده للأمن والاستقرار بالعديد من هذه الدول”.
وتابع الفاتحي حديثه موضحا أن كل هذه المتغيرات التي تتزامن مع بداية تشكل موقف إفريقي جديد بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي يجعل جبهة البوليساريو مدعومة بحليفتها الجزائر، في موقف حرج، يطرح مسألة مشاركتها في باقي القمم، لاسيما أنها دولة لا يمكن ان تكون بحكم القانون الدولي مساوية لدول ذات سيادة كاملة، لجلوسها في طاولة المفاوضات.
وأردف الفاتحي معلقا عن إختيار الجبهة الجزائر كمنصة لتوجيه رسائلها الى المغرب، قائلا: ” الأكيد أن إختيار الجزائر يؤكد أن الجبهة لا تمتلك موقفا رسميا، ولا محايدا ولا مستقلا، وبالتالي هي تبحث عن سند سياسي لإطلاق مثل هذه التصريحات حتى يكون لها تأثير، خصوصا بعد أن كشف اللقاء الأخير بين مستشار الجبهة والرئيس الموريتاني، والذي لم تكن نتائجه على قدر مطالب الجبهة من الإتحاد الإفريقي خلال الجلسة القادمة، خصوصا بعد التأكد من الزيارة الرسمية الوازنة من خلال مشاركة محمد السادس في هذه القمة”.
وكانت الجبهة قد إتهمت في إستفرار واضح للمغرب، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن نظيرتها الموريتانية، على لسان البشير مصطفى السيد وزير دولة جمهورية الوهم، المغرب بجعله الأراضي الموريتانية منصة للإتجار الدولي بالمخدرات.